ما حكم سماع الأغاني في رمضان؟

ذهب العلماء إلى القول بحرمة سماع الأغاني سواءً في رمضان أو غير رمضان، وهي في رمضان أشدّ حرمةً وأعظم إثمًا؛ إذ إنّ المقصود من الصيام لا مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل المقصود تحقيق تقوى الله تعالى، وصوم الجوارح وامتناعها عن معصيته،^[١] وفيما يلي تفصيلٌ لحكم سماع الأغاني في رمضان.

ما حكم سماع الأغاني في رمضان؟

حكم سماع الأغاني

إنّ سماع الأغاني ذات الكلام المثير للشهوة محرَّمٌ باتفاق الفقهاء، وكما أنّ كثيرًا منهم نصّ على حرمة الموسيقى مستدلّين بما رُوي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّق قال: "لَيَكونَنَّ مِن أُمَّتي أقْوامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ، والخَمْرَ والمَعازِفَ، ولَيَنْزِلَنَّ أقْوامٌ إلى جَنْبِ عَلَمٍ، يَرُوحُ عليهم بسارِحَةٍ لهمْ، يَأْتِيهِمْ -يَعْنِي الفقِيرَ- لِحاجَةٍ، فيَقولونَ: ارْجِعْ إلَيْنا غَدًا، فيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ، ويَضَعُ العَلَمَ، ويَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وخَنازِيرَ إلى يَومِ القِيامَة"،^[٢] والمعازف هي آلات الموسيقى، وقد استدلّ من قال بالتحريم بهذا الحديث من وجهين؛ الأول قوله عليه الصلاة والسلام: "يستحلون"؛ فإنه صريح في أن الأشياء المذكورة محرمة، فيستحلها أولئك القوم، وأمّا الوجه الثاني فيتمثّل في قرن المعازف في الذكر مع أمورٍ مقطوعٍ بحرمتها كالزنا والخمر، ولو لم تكن محرمة لما قرنها معها.^[٣]

حكم سماع الأغاني في رمضان

إنّ الصيام غير مقصورٍ على ترك الطعام والشراب والجماع، وإنّما الصوم الذي ورد فيه من الأجور ما جاء في أحاديث كثيرةٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ هو صوم الجوارح عن جميع ما حرّم الله؛ فقد روي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قوله: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"،^[٤] ثمّ إنّ سماع الأغاني ذات الكلمات المحرّمة من المحرّمات التي نهى الشرع عنها في رمضان وفي غيره، لكنّ فعل المعصية في رمضان أعظم في الإثم من فعلها خارج رمضان، وقد حرّم الله على الصائم أشياءً مباحةٌ في غيره من الأشهر، بل ومباحةً في ليالي رمضان كالأكل، والشرب والجماع؛ فدل على أنّ ارتكاب الحرام أشدّ إثمًا في رمضان عن غيره، إلّا أنّ سماع الأغاني في رمضان على حرمته لا يبطل الصوم ولا يفطر، سواءً أكان بقصدٍ أم كان بغير قصدٍ، ولكنّ الإثم يتعلّق بما فُعل منه قصدًا بإنقاص أجره؛ لأنّ سماع الأغاني ذات الكلام الفاحش أو المثير للشهوة ممّا يتنافى مع الحكمة التي شرع من أجلها الصيام، وأما من سمع منها شيئًا من غيرقصدٍ فانصرف عن المحل الذي هي فيه فلا إثم عليه، والواجب على المؤمن أن يغتنم هذا الشهر المبارك بالإقبال على الله تعالى بالطاعات والقربات، وأن يتوب إلى الله تعالى ويكثر من الاستغفار، ويقلع عن المحرمات التي اعتاد فعلها قبل رمضان؛ لعل الله تعالى إكارمه بأن يتقبّل صيامه، ويصلح أحواله.^[٥][٦][٧]