ما حكم ممارسة العادة السرية في رمضان؟

يقصد بالعادة السرية تعمّد إخراج المني وتقصّد ذلك، من غير جماعٍ ومباشرةٍ، وهي ما تعرف بالاستمناء، ويكون إخراج المني عن طريق اليد أو أي شيء آخر.^[١][٢]

حكم ممارسة العادة السرية في رمضان

إن من مارس العادة السرية في نهار رمضان وحصل نزول المني بسببها فقد بطل صومه عند جمهور أهل العلم، ويلزمه ثلاثة أمور:^[٣][٤]

• لزمه إمساك بقية اليوم؛ فلا يجوز له أن يفطر؛ حرمة لشهر رمضان.
• لزمه التوبة والندم؛ فيجب عليه المبادرة بالتوبة والرجوع إلى الله -تعالى- والندم على إفساده صيام اليوم.
• لزمه قضاء اليوم الذي أفسد صيامه.

وأما إن لم يحصل معها نزول المني فصومه صحيح لا يبطل، ويلزمه التوبة والاستغفار،^[٥][٦] إذ إن ممارسة العادة السرية من الأمور المحرّمة التي يجب اجتنابها عند عامة أهل العلم، وهي من الأمور المستقبحة عقلاً وفطرةً، وتكون الحرمة أشد إن فعلت في نهار رمضان؛ لانتهاك حرمة الشهر، فالأصل في الصائم أن يكون قريباً من ربه، بفعل الطاعات وتجنّب المحرمات، حتى يحقق المقصد من الصيام، والواجب على المسلم أن يتقي الله -عزّ وجلّ- ويتركها ويلجأ إلى ما أرشد إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- كالزواج إن استطاع، والصيام، وكذلك امتثال أمر الله واجتناب سخطه، والتسلّح بالعلم، والتحلّي بالصفات والآداب الإسلامية، ونحو ذلك.^[٧]

حالات ممارسة العادة السرية وأحكامها

آتياً بيان حالات ممارسة العادة السرية وحكمها عند الفقهاء: ^[٨]

ممارسة العادة السرية لغير الحاجة

ذهب الفقهاء في حكم ممارسة العادة السرية لغير الحاجة؛ أي ليس مضطراً على فعلها إلى قولين، وهما:^[٨]

• الجمهور: قال المالكية والشافعية والحنابلة والحنفية في قول لهم بحرمتها إن كانت لغير الحاجة.
• الحنفية ورواية عن الإمام أحمد: قالوا بكراهتها إن كانت لغير الحاجة، وصرّح الحنفية أنها مكروهة كراهة تحريمية.

ممارسة العادة السرية خوفاً من الوقوع في الزنا

تعددت آراء الفقهاء في حكم من مارس العادة السرية خشية على نفسه من الوقوع في الزنا على قوليْن، وبيانها كما يلي:^[٨]

• الحنفية والحنابلة: قالوا بجواز ذلك وإباحة فعلها في هذه الحالة.
• المالكية والشافعية ورواية عن الإمام أحمد: قالوا بحرمة ممارستها في هذه الحالة.

ممارسة العادة السرية إذا تعيّنت طريقةً لدفع الزنا

اتفق جماهير الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة على جواز ممارسة العادة السرية وإباحة فعلها في هذه الحالة؛ بأن يكون الزنا متحققاً فعله، وتكون ممارسة العادة السرية هي الطريقة الوحيدة للتخلص من الزنا، والوسيلة لعدم الوقوع بارتكابه، فيكون ممارستها ارتكاب أخف المفسدتيْن؛ كما عبّر بذلك المالكية؛ ففعلها أخف مفسدة من ارتكاب الزنا.^[٨]

الاستمناء عن طريق يد الزوجة

ذهب جمهور فقهاء المالكية في الراجح عندهم، والحنابلة والحنفية في رأي لهم، والشافعية إلى جواز الاستمناء بيد الزوجة، إذ هو من صور الاستمتاع المباح بالزوجة فلا حرج في ذلك، وذهب الحنفية في الرأي الآخر والإمام القاضي حسين من الشافعية إلى القول بكراهة ذلك.^[٨]

مواضيع أخرى:

هل الاستمناء يبطل الصيام؟

هل مداعبة الزوجة تبطل الصيام؟