ما حكم أكل الضبع؟
اختلف العلماء في حُكم أكل الضبع وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[١]
- الحنفية: قالوا بتحريم أكل الضبع؛ لأنّه يدخل في تحريم كلّ ذي نابٍ من السِّباع الثابت فيما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي ثعلبة الخُشني: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن أكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ).[٢]
- المالكية: قالوا بكراهة أكل الضبع، قال الإمام مالك في المدونة: (ولا أحبّ أكل الضبع والثعلب ولا الذئب ولا الهرّ الوحشي ولا الإنسيّ ولا شيء من السِّباع).[٣]
- الشافعية والحنابلة والظاهرية ورأي أبو يوسف من الحنفية: قالوا بإباحة أكل الضبع، واستدلّوا بأنّ الضبع ليس من السباع العادية، وبما ورد أيضاً عن جابر عن عبد الله -رضي الله عنه- أنّه سُئل: (الضبعُ أصيدٌ هيَ؟ قال: نعم. قال قلت: آكُلُها؟ قال: نعم. قال قلت: أقالهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم)،[٤] وقال الإمام الشافعي في كتابه الأمّ: (ما يُباع لحم الضباع بمكة إلّا بين الصفا والمروة، وكلّ ذي نابٍ من السِّباع لا يكون إلّا ما عدا على الناس، وذلك لا يكون إلّا في ثلاثة أصناف من السباع: الأسد والذئاب والنمور، فأمّا الضبع فلا يعدو على الناس، وكذلك الثعلب)، وقال بإباحة أكل الضبع أيضاً علي بن أبي طالبٍ وابن عمر وابن عباس وجابر بن عبد الله وأبو هريرة وسعد بن أبي وقّاص وأبو سعيد الخدري.[٥]
ما حكم أكل الأسد والذئب؟
حرّمت الشريعة الإسلاميّة أَكل كلّ ذي نابٍ؛ أي الحيوانات التي تفترس بنابها، ومنها الأسد، استدلالاً بما ثبت في الصحيح: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن أكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ).[٦][٧]
ما حكم أكل الثعلب؟
اختلف العلماء في حُكم أكل الثعلب وذهبوا في ذلك إلى عدّة أقوالٍ بيانها آتياً:[٨]
- الحنفية والحنابلة: قالوا إنّه لا يحلُّ أكل الثعلب.
- المالكية: قالوا بكراهة أكل الثعلب.
- الشافعية: قالوا إنّ أكله حلالٌ، وهو قول طاووس وقتادة وأبو ثور والليث وابن عيينة.
الأطعمة المحرمة في الإسلام
حرصت الشريعة الإسلامية على صحة الفرد المسلم وسلامة جسده، لذلك حرّمت كلّ ما فيه ضررٌ عليه وشمل ذلك التحريم بعض الأطعمة التي نصّ عليها قول الله -تعالى-: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ)،[٩] وبيانها آتياً:[١٠]
- الميتة والدم: فكلّ ما ماتَ من الحيوان دون تذكيّةٍ شرعيةٍ يعُدّ ميتةً، ويستثنى من ذلك السمك والجراد، ويحرّم كلّ دمٍ إلّا الكبد والطحال، استدلالاً بما ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (أُحِلَّتْ لنا مَيتَتانِ ودَمانِ، فالمَيتَتانِ السمكُ والجَرادُ، والدمَانِ: الكَبِدُ والطِّحالُ).[١١]
- لحم الخنزير.
- المنخنقة: الحيوان الذي خُنِق حتى الموت.
- الموقوذة: الحيوان الذي ضُرب حتى مات.
- المترديّة: الحيوان الذي سقط من مكانٍ مرتفعٍ فمات.
- النطيحة: الحيوان الذي قُضي عليه نتيجة نطح حيوانٍ آخرٍ له.
المراجع
- ↑ "حكم أكل الضبع"، الإسلام سؤال وجواب، 29/1/2008، اطّلع عليه بتاريخ 20/9/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي ثعلبة الخشني، الصفحة أو الرقم:5530، صحيح.
- ↑ خليل بن إسحاق الجندي، التوضيح في شرح مختصر ابن الحاجب، صفحة 223-224. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:851، حسن صحيح.
- ↑ دار الإفتاء الأردنية (23/8/2009)، " حكم أكل لحم الضبع"، دار الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 20/9/2021.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي ثعلبة الخشني، الصفحة أو الرقم:5530، صحيح.
- ↑ سماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله، "حكم أكل الحيوانات البرية ذوات الظفر والناب"، موقع سماحة الشيخ الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 20/9/2021. بتصرّف.
- ↑ إسلام ويب (26/8/2001)، "حكم أكل الثعلب"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 29/9/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية:3
- ↑ الشيخ صلاح نجيب الدق (29/10/2018)، "أحكام الأطعمة"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/9/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه النووي، في المجموع، عن زيد بن أسلم، الصفحة أو الرقم:2/560، صحيح.