الصيام هو الركن الثالث من أركان الإسلام بعد الشهادتين والصلاة، فرضه الله تعالى وأوجبه على عباده في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،[١] واستثنى الله تعالى من المكلّفين أصحاب الأعذار المعتبرة شرعًا؛ كالمرض أو السفر أو غيرها، إلّا أنّ على صاحب العذر قضاء ما فاته من أيّام رمضان في أيّامٍ أُخرى بنص القرآن الكريم من قوله تعالى: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)،[٢] والمسلم في سعةٍ من أمره؛ بين قضاء الأيام التي عليه من بعد انتهاء رمضان مباشرةً وحتّى حلول رمضان الذي يليه، إلّا أنّ الأولى المسارعةٌ في القضاء؛ إبراءً للذمّة.[٣]


ما حكم إفطار صيام القضاء؟

يمكن تقسيم حكم إفطار صيام القضاء إلى قسمين اثنين، هما: حكم إفطار صيام القضاء بعذرٍ، وحكم إفطار صيام القضاء بغير عذرٍ، وآتيًا بيان ذلك.


حكم إفطار صيام القضاء بدون عذر

إذا شرع المسلم في صيامٍ واجبٍ؛ كقضاء يومٍ ممّا فاته من رمضان، أو صيام نذرٍ، أو كفّارةٍ؛ فإنّ الفقهاء متّفقون على أنّه لا يجوز له أن يفطر دون عُذرٍ شرعيّ، ومن فعل ذلك فإنّه آثمٌ لقطعه للعبادة الواجبة،[٤] والواجب على من أفطر في صيام القضاء بلا عذرٍ أن يصوم يومًا مكانه باتّفاق جمهور الفقهاء من الحنفيّة والشافعيّة والحنابلة،[٥] أمّا المالكيّة فقالوا بأنَّه يجب على من أفطر أن يصوم يومين؛ يومٌ عن الأصل؛ أي يوم رمضان الذي أفطره وأراد قضاءه، ويومٌ عن يوم القضاء الذي أفطر فيه.[٦]


حكم إفطار صيام القضاء بعذرٍ

قد يطرأ على الصائم أثناء شروعه في قضاء أيام رمضان التي أفطر فيها أحوالٌ يعذر بسببها، ويُباح له معها الإفطار، فإن أفطر بسبب عذرٍ شرعيّ؛ فلا إثم عليه ولا كفّارةٌ، فقط عليه أن يُعيد قضاء أيّام الصيام التي أفطر فيها،[٧] ويمكن إجمال الأعذار الشرعيّة المبيحة للفطر في أيّام رمضان أو في أيّام صيام القضاء بالآتي:[٨]

  • المرض: وهو جميع العلل التي تصيب الإنسان، فإن كان الصيام سيزيد المشقة والمرض، أو خشي أن تطول مدّة المرض عليه، أو أنّ الصوم سيضرّ عضوًا ما في جسده بناءً على قول أهل الاختصاص، اعتبر ذلك عذرًا للإفطار وقطع الصيام.
  • السفر: والسفر المرخّص للفطر يجيب أن يكون سفرًا طويلًا، وهو السفر الذي يباح فيه قصر الصلاة الرباعيّة، كالظهر والعصر.
  • المرضع والحامل: بشرط أن تخافا على نفسيهما، أو على ولديهما من المرض، أو الضرر والهلاك.
  • كبار السن: وهم الذي لا يستطيعون الصوم؛ لهرمهم، فيطعمون عن كلّ يومٍ مسكينًا بدل الصوم وهذه هي الفدية، ويشترك معهم في الحكم من كان مريضًا بأمراضٍ مزمنةٍ؛ كالفشل الكلوي، وبعض أنواع السكري ممّن يحتاجون لتناول أدويةٍ معيّنةٍ خلال اليوم .


المراجع

  1. سورة البقرة، آية:183
  2. سورة البقرة ، آية:184
  3. الشيخ عبدالرحمن بن فهد الودعان الدوسري (10/8/2013)، "قضاء الصيام"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25/9/2021. بتصرّف.
  4. إسلام ويب (22/1/2002)، "حكم الفطر في صوم القضاء ، بلا عذر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 14/10/2021. بتصرّف.
  5. دار الافتاء الاردنية، "شروط الصوم"، دار الافتاء الاردنية، اطّلع عليه بتاريخ 14/10/2021. بتصرّف.
  6. ابن ساس، كتاب عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة، صفحة 259. بتصرّف.
  7. الشيخ محمد صالح المنجد (12/11/2003)، "حكم الإفطار في قضاء الصوم الواجب"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 14/10/2021. بتصرّف.
  8. الشيخ محمد صالح المنجد (21/11/2001)، "الأعذار التي تبيح الفطر في رمضان"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 14/10/2021. بتصرّف.