ما حكم عظم الميتة؟

ما حكم عظم الميتة؟

اختلف أهل العلم في حكم عظم الميتة على قولين:^[١][٢]

• القول الأول: وهو مذهب الجمهور من (الشافعية، والمالكية، والحنابلة) إلى أن عظام الميتة نجسة وكذا حوافرها وقرونها، لقول الله تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ)،^[٣] ووجه الدلالة أن نجاسة الميتة عامة تشمل عظامها وغيرها.
• القول الثاني: وهو مذهب الحنفية، قالوا بطهارتها؛ لأنها لا تنجس بالموت ولا دليل على نجاستها، ولأن علة النجاسة في اللحم والجلد هو اتصال الدم والرطوبة بها، وهذا غير موجود في العظم.

ما حكم جلد الميتة إذا دبغ؟

اختلف أهل العلم في حكم جلد الميتة بعد دبغه على أقوال عدة ، أقواها قولان:^[٤][٥]

• القول الأول: قال الحنفية والشافعية إنّ جلود الحيوانات جميعا تطهر بالدباغة إلا الكلب والخنزير لنجاستهما في حياتهما، واستدلوا بما روي عَنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول: (إذا دُبِغَ الإهابُ فقد طَهُر).^[٦]
• القول الثاني: قال الحنابلة والمالكية إنّ جلد الميتة لا يطهر بالدباغة، ويجوز استعماله بعد الدباغة يابساً إن كان لحيوانٍ مأكول اللحم، لما جاء في حديث عن العاليةِ بنتِ سُبَيع أنَّها قالت: (كان لي غَنمٌ بأُحُدٍ، فوقَع فيها الموتُ، فدخلتُ على ميمونةَ زوجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فذكرتُ ذلك لها: فقالتْ لي ميمونةُ: لو أخذتِ جُلودَها فانتفعتِ بها؟ فقالت: أوَ يحِلُّ ذلك؟ قالت: نعم؛ مرَّ على رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رِجالٌ من قريش يجرُّون شاةً لهم مِثلَ الحِمارِ، فقال لهم رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لو أخَذتُم إهابَها، قالوا: إنَّها مَيتةٌ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يُطهِّرُها الماءُ والقَرَظُ)،^[٧] وما روي عن عبد الله بن عبَّاس رَضِيَ اللهُ عنهما قال: (تُصُدِّقَ على مَولاةٍ لميمونةَ بشاةٍ، فماتتْ، فمرَّ بها رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: هلَّا أخذتُم إهابَها، فدَبَغتُموه، فانتفعتُم به؟ فقالوا: إنَّها مَيتةٌ، فقال: إنَّما حَرُم أكْلُها)،^[٨] ووجه الدلالة من الحديثين أن رخصة الدباغة جاءت في ميتة الحيوان الذي أُحِل أكله.

ما حكم لحم الميتة؟

اتّفق العلماء على تحريم لحم الميتة، استدلالاً بقول الله تعالى: (قُل لا أَجِدُ في ما أوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلى طاعِمٍ يَطعَمُهُ إِلّا أَن يَكونَ مَيتَةً أَو دَمًا مَسفوحًا أَو لَحمَ خِنزيرٍ فَإِنَّهُ رِجسٌ أَو فِسقًا أُهِلَّ لِغَيرِ اللَّـهِ بِهِ فَمَنِ اضطُرَّ غَيرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفورٌ رَحيمٌ)،^[٩][١] ويُستثنى من تحريم الميتة السمك والجراد، استدلالاً بما ورد عن زيد بن أسلم -رضي الله عنه-: (عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال : أُحِلَّتْ لنا مَيتَتانِ ودَمانِ، فالمَيتَتانِ السمكُ والجَرادُ، والدمَانِ : الكَبِدُ والطِّحالُ).^[١٠][١١]