ما حُكم عيب الطعام؟

يُعتبر عيب الطعام فعلًا محرّمًا؛ لمخالفته للهدي النبويّة؛ فالطعام من نعم الله والواجب علينا أن نحترمها ونقدرها ونشكر الله -سبحانه وتعالى- عليها، وقد وردت عدّة أحاديث تبيّنُ ذلك منها، ما أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: "ما رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَابَ طَعَامًا قَطُّ، كانَ إذَا اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وإنْ لَمْ يَشْتَهِهِ سَكَتَ"؛[١] فالحديث يبيّنُ كيفيّة تعامل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- مع الطعام، وكيف أنَّه لم يعبه أبدًا، بل كان إن أحبّ الصنف من الطعام أكلَ منه، وإن لم يحبّه سكت عن ذلك.[٢]


ما حُكم عيب طاهي الطعام؟

إنَّ عيب طاهي الطعام إن لم يكن الطعام يُعجبنا مذاقه أو صنفه يعتبر من الغيبة المحرّمة؛ فهو محرّمٌ شرعاً، والغيبة ذكرُ الإنسان بما يكره، وقد بيّن العلماء أنّ الغيبة المحرّمة يدخلُ فيها ذمُ الإنسان وذمُ أهله وغيره، فإنَّ ذم الطعام وطاهيه يُعدّ من قبيل الغيبة المحرّمة، وقد يُلحقُ هذا الذم الضرر بطاهي الطعام إن كان ذلك مجال عمله، ويتسبّب في تنفير الناس منه.[٢]


ما حُكم رمي بقايا الطعام في النفايات؟

بيّن العُلماء حُكم إلقاء بقايا الأطعمة في القمامة، فقد يزيد قدرُ من الطعام عن حاجة الإنسان؛ فتضطر ربة المنزل لرميه، ولكنَّ ذلك لا يجوز؛ لأنّه يدخلُ في باب إتلاف المال دون حاجةٍ وهذا محظور ومحرَّمٌ شرعًا؛ والواجبُ علينا أن نحافظ على الطعام الزائد، وأن يتمّ التصرّف فيه عند الاضطرار بوضعه للحيوانات أو الدواب، والواجب على الآباء والأمهات كذلك أن يعلموا أطفالهم منذ الصغر حرمت الإسراف في الطعام وإلقائه، وأن يحرصوا على عدم الزيادة في الطبخ أو شراء المأكولات والمشروبات بصورةٍ مبالغةٍ فيها؛ كي لا تضطر الأسرة لرميه في النفايات.[٣]


ما حُكم ترك الطعام مكشوفًا ليلاً وحُكم الأكل منه؟

يعتبر تركُ الآنية التي فيها طعام مكشوفةً ليلًا أمرًا مخالفًا لهدي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وحرصه على الطعام والمحافظة عليه وعلى سلامته؛ ففي الحديث الذي أخرجه البخاري عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "خَمِّرُوا الآنِيَةَ، وأَجِيفُوا الأبْوابَ، وأَطْفِئُوا المَصابِيحَ، فإنَّ الفُوَيْسِقَةَ رُبَّما جَرَّتِ الفَتِيلَةَ فأحْرَقَتْ أهْلَ البَيْتِ"،[٤] ولم يثبت النهي أو المنع من الأكل من الطعام المكشوف إن أمن من يأكل الضرر،[٥] فالحديث يبيّن حرص النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على السلامة العامة من خلال المحافظة على الطعام، وتغطيته ليلاً وعدم تركه مكشوفًا.[٦]


ما حُكم بيع الطعام الفاسد؟

يحرم بيع الطعام الفاسد أو منتهي الصلاحيّة أو الذي فيه ضررٌ على الإنسان، والواجب على المسلم أن يكونَ حريصًا على صحة نفسه وصحة غيره، وأن يجنِّب الناس الأذى ولا يسبِّبه لهم مهما حدث، ويعدُّ بيع الطعام الفاسد داخلًا في أبواب الغش المحرّمة؛ فإن علم التاجر أنّ هذه الأطعمة فاسدةٌ وباعها؛ فإنّ ذلك محرَّمٌ ومالها حرامٌ كذلك.[٧]

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2064، صحيح.
  2. ^ أ ب إسلام ويب (9/1/2010)، "حكم عيب الطعام وهل يعد غيبة للطباخ أو صاحب المطعم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2021. بتصرّف.
  3. سماحة الدكتور نوح علي سلمان رحمه الله (31/7/2012)، "حكم رمي فضلات الطعام في النفايات"، دار الافتاء الاردنية، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله ، الصفحة أو الرقم:6295، صحيح.
  5. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 308. بتصرّف.
  6. الدرر السنية، "شرح حديث غطوا الاناء"، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2021. بتصرّف.
  7. لجنة الإفتاء ومراجعة سماحة المفتي العام الشيخ عبد الكريم الخصاونة (31/1/2013)، " بيع الأغذية الفاسدة وما يترتب على ذلك"، دار الافتاء الاردنية، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2021. بتصرّف.