الأحكام التكليفية خمسةٌ في الإسلام وهي: الواجب، والحرام، والمكروه، والمستحب، والمباح، والواجب على المسلم التزام بها في جميع أمور حياتهم، فلا يجوز ترك الواجب ويأثم تاركه كالصلاة، ولا يجوز فعل المحرّم ويأثم فاعله كالربا، والمكروه وهو النهي عن أمرٍ ولكن ليس على وجه الإلزام، ومن الأفضل تركه، ولا يعاقب فاعله، ويثاب تاركه، مثل العبث القليل في الصلاة، ومن الأحكام ما يأخذ حكم المستحب ومنها ما يأخذ حكم المباح وفي هذا المقال بيان مفهوم كلٍّ منهما مع بيان الفرق بينهما.[١]


ما الفرق بين المباح والمستحب؟

الفرق بين المباح والمستحب من حيث التعريف

بيان تعريف المباح والمستحب في أصول الفقه فيما يأتي:

  • تعريف المباح: هو الفعل الذي لم يطلب الشارع تركه أو فعله، بل تُرك المكلّف مُخيّراً بين الفعل والترك، فلم يأمر بإتيانه ولم ينهَ عنه،[٢] كما عرّفه الشوكاني بأنّه: "أعلم فاعله أنّه لا ضرر عليه، في فعله وتركه، وقد يُطلق على ما لا ضرر على فاعله، وإن كان تركه محظوراً، ويقال للمباح: الحلال، والجائز، والمطلق".[٣]
  • تعريف المستحب: المستحبّ أو المسنون أو النفل أو المندوب هو: ما أمر الشرع بالإتيان به وفعله دون إلزامٍ، كالسنن الرواتب،[١] وقيل إنّه: "هو الذي يكون فعله راجحاً في نظر الشرع، ويقال له: مُرغّبٌ فيه، ومستحبٌّ، ونفلٌ، وتطوعٌ، وإحسانٌ، وسنةٌ".[٣]


الفرق بين المباح والمستحب من حيث الثواب والعقاب

بيان الفرق بين المباح والمستحب من حيث الثواب والعقاب فيما يأتي:

  • ثواب وعقاب المباح: الفعل الذي لا يترتّب أي ثوابٍ على الإتيان به ولا يترتّب أي عقابٍ على تركه، كالمشي والركوب ونحوهما من الأمور المأذون فيها،[٤]
  • ثواب وعقاب المستحب: ينال فاعل المستحب الأجر والثواب على إتيانه، ولا يترتّب أي إثمٍ أو عقابٍ على عدم إتيانه.[١]


الفرق بين المباح والمستحب من حيث الأنواع

يتفرّع كلٌّ من المباح والمستحب إلى عدّة أنواعٍ بيان ذلك فيما يأتي:

  • أنواع المباح: يتفرّع المباح غلى نوعَين؛ المباح الشرعي والمباح العقليّ، فالشرعيّ هو: المباح الذي ثبتت إباحته بنصٍ شرعيّ، والعقلي هو: المباح الذي لم تثبت إباحته بدليلٍ، ولم يرد أي دليلٍ على التحريم أو الإباحة، ويُطلق عليه: الإباحة الأصلية أو الاستصحاب، ومثاله: أكل الخضراوات والفواكه، ولبس الثياب التي لم يرد دليلٌ على تحريمه.[٢]
  • أنواع المستحب: يتفرّع المستحب إلى عدّة أنواعٍ بالنظر إلى اعتباراتٍ عدةٍ، فالمستحب بالنظر إلى الوقت يتفرّع إلى: مضيقٌ وموسّعٌ، فالمضيق هو: ما كان وقته ضيقاً، كصيام الست من شوال، وصيام يوم عرفة، وصيام عاشوراء، والموسّع هو: ما كان وقته أكثر من زمان فعله، كصلاة الوتر، وصلاة الضحى، والمستحب بالنظر إلى فاعله يتفرّع إلى عيني وكفائي؛ فالعيني هو: ما يستحبّ فعله من كلّ مسلمٍ مكلّفٍ، أمّا الكفائي فهو: ما كان مستحبّاً على جميع المكلّفين.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب ت عبدالله بن حمود الفريح (1/1/2015)، "الأحكام الفقهية الخمسة"، الالوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/12/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني (17/2/2020)، "المباح: تعريفه، صيغه، أقسامه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 6/1/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد بن علي الشوكاني، إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم الأصول، صفحة 26. بتصرّف.
  4. "الفرق بين الواجب والمستحب والمباح"، إسلام ويب، 4/3/2010. بتصرّف.
  5. د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني (13/1/2020)، "الاستحباب في الفقه (المستحب)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 6/1/2022. بتصرّف.