حقوق الجنين في الإسلام

حرصت الشريعة الإسلامية على حفظ النفس البشرية، ولم يقتصر ذلك على كُلّ من خرج إلى الحياة، بل تعدّى إلى ما قبلَ خروج الطفل من رحم أمّه، فأَولى الإسلام له شأناً وعنايةً خاصةً، ومنحه عدّة حقوقٍ،[١] وفي المقال الآتي بيانٌ لمسألةٍ متعلقةٍ بالجنين ألا وهي حكم إجهاضه.


ما حكم الإجهاض في الإسلام؟

بيّن العلماء حكم الإجهاض وبيان ما يترتّب عليه بالنظر إلى مدّة وجوده في الرحم، وفيما يأتي بيان وتفصيل ذلك:


حكم إجهاض الجنين قبل مضي أربعين يوماً

يحرّم إسقاط الجنين قبل مُضي أربعين يوماً إن لم تكن هناك أي ضرورةٍ مُلحّةٍ معتبرةٍ، فعلى سبيل المثال لا يجوز الإجهاض بسبب الخوف من تربية الأولاد أو العجز عن تكاليف معيشتهم أو الخوف على مستقبلهم، أو الاكتفاء بعددٍ معيّن من الأولاد، أمّا إن وُجد سببٌ شرعي معتبرٌ؛ كالخوف على صحة الأم وحياتها؛ فيجوز حينها الإسقاط بقرار لجنةٍ طبيةٍ موثوقةٍٍ.[٢][٣]


حكم إجهاض الجنين بعد مضي أربعين يوماً

يحرّم إسقاط الجَنين بعد مضي أربعين يوماً على وجوده في الرَّحم لأيّ سببٍ، إلّا إن كان وجوده يسبّب هلاك الأم وموتها بعد استنفاد كلّ الوسائل والطرق المتاحة للحفاظ على صحة الأم والجنين، فإن لم تحقّق أي نتيجةٍ فتُقدّم حينها حياة الأم على حياة الجنين، ولا يكون ذلك إلا بقرارٍ من لجنةٍ طبيةٍ موثوقةٍ.[٢]


حكم إجهاض الجنين المشوّه خُلقياً

يختلف حكم إجهاض الجنين المشوّه خُلقياً بالنظر إلى نفخ الرُّوح فيه، وبينا ما ذهب إليه العلماء آتياً:[٤]

  • قبل نفخ الرُّوح: يجوز إسقاط الجنين المشوّه خُلقيّاً قبل نفخ الرُّوح فيه إن ثبت بالدليل القاطع أنّه مشوّهٌ بقرارٍ من لجنةٍ طبيةٍ موثوقةٍ، وإن ثبت أيضاً أنّ ذلك التشوّه لا يُمكن علاجه ضمن الإمكانيات المتاحة، وأُجيز إسقاطه نظراً لِما سيتحمّله من أعباء ومشاقّ في حياته، وما سيتحمّله المجتمع أيضاً.
  • بعد نفخ الرُّوح: لا يجوز إجهاض الجنين المشوّه خلقيّاً بعد نفخ الرُّوح فيه إلّا إن تسبّب بخطرٍ على حياة الأم وعرّضها للموت، لأنّه أصبح بعد نفخ الرُّوح فيه نفساً بشريةً لا بدّ من صيانتها ورعايتها وعدم التعرّض لها بأيّ أذى وإن كانت مصابةً بأي من الأمراض أو الآفات.


حكم الإجهاض الناتج عن الزنا

يحرّم إجهاض الجنين الناتج عن الزنا إن كان إجهاضه نظراً إلى أنه نتج عن علاقةٍ غير شرعيةٍ، فالجنين بريءٌ لا ذنب له إنّما الذنب والعقوبة على مَن ارتكب الفاحشة وتعدّى حدود الله.[٥]


حكم صلاة الجنازة على الجنين الساقط

بيّن العلماء حكم أداء صلاة الجنازة على الجنين الساقط ضمن حالاتٍ بيانها وتفصيلها آتياً:[٦]

  • إن كان عُمر الجنين ستة أشهرٍ فأكثر: يُعامل معاملة الكبير، أي أنّه يُغسّل ويكفّن ويُصلّى عليه.
  • إن كان عُمر الجنين أقل من ستة أشهرٍ: يُغسّل ويُكفّن ويصلّى عليه إن ظهرت عليه علامات الحياة؛ كالحركة، أمّا إن لم تظهر أي علامةٍ من تلك العلامات فلا يُغسّل أو يُكفّن أو يُصلّى عليه، ويُدفن فقط.

المراجع

  1. الشيخ صلاح نجيب الدق (20/4/2017)، "حقوق الجنين في الإسلام"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 21/9/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب إسلام ويب (1/12/2010)، "مذاهب العلماء في الإجهاض قبل تخلق الجنين"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/9/2021. بتصرّف.
  3. محمد صالح المنجد (12/3/2003)، "حكم إجهاض الحمل في الأشهر الأولى"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 10/10/2021. بتصرّف.
  4. الشيخ محمد صالح المنجد (10/4/2001)، "إسقاط الجنين المشوه خلقياً"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 21/9/2021. بتصرّف.
  5. لجنة الإفتاء ومراجعة سماحة المفتي العام السابق الدكتور نوح علي سلمان (23/5/2010)، "لا يجوز إحهاض الحمل الناتج عن الزنا"، دار الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 21/9/2021. بتصرّف.
  6. لجنة الإفتاء ومراجعة سماحة المفتي العام الشيخ عبد الكريم الخصاونة (14/3/2010)، "هل يصلى على السقط إذا نزل ميتا وكان دون ستة أشهر؟"، دار الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 21/9/2021. بتصرّف.