ما حكم تكرار عقد النكاح؟

ما حكم تكرار عقد النكاح؟

يجوز تكرار عقد النكاح دون أي حرجٍ، أيّ أن يتم الزواج على المرأة نفسها أكثر من مرةِ، كأن يتمّ عقد النكاح عليها أوّل مرةٍ في بلدٍ ما، ثمّ يتمّ مرةً أخرى في بلدٍ آخرٍ، أو أن يتمّ في بلدٍ واحدٍ في أوقاتٍ مختلفةٍ.^[١]

ما حكم عقد النكاح دون ولي؟

لا يجوز إتمام عقد النكاح دون موافقة ولي المرأة، استدلالاً بعدّة أدلةٍ بيانها آتياً:^[٢]

• أدلة القرآن الكريم: وردت عدّة آياتٍ وجّه الله -تعالى- فيها الخطاب للأولياء بإتمام عقد نكاح مولّيته، منها: قول الله -تعالى-: (فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ)،^[٣] وقوله: (وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا)،^[٤] وقوله أيضاً: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)،^[٥]
• أدلة السنة النبوية: ورد عن أبي موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا نكاحَ إلَّا بوَليٍّ)،^[٦] وورد أيضاً عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (أيُّما امرأةٍ نَكَحت بغيرِ إذنِ وليِّها ، فنِكاحُها باطلٌ ، فنِكاحُها باطلٌ ، فنِكاحُها باطلٌ ، فإن دخلَ بِها ، فلَها المَهرُ بما استحلَّ من فرجِها ، فإن اشتجَروا فالسُّلطانُ ولِيُّ من لا ولِيَّ لَه).^[٧]

ما حكم إتمام عقد النكاح في المسجد؟

اختلف العلماء في حكم إتمام عقد النكاح في المسجد، وذهبوا في لك إلى قولَين بيانهما آتياً:^[٨][٩]

• جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة: قالوا باستحباب إتمام عق النكاح في المسجد، وقد استدلّوا بحديثٍ ضعيفٍ نصّه: (أَعلِنوا هذا النكاحَ، واجعلوه في المساجدِ، واضرِبوا عليه بالدُّفوفِ)،^[١٠] وقد وردت عدّة أقوالٍ في عددٍ من المصنفات تدلّ على الاستحباب، ففي مجمع الأنهر: (ويستحبّ مباشرة عقد النكاح في المسجد، وكونه في يوم الجمعة، واختلفوا في كراهة الزفاف فيه، والمختار: لا يكره إذا لم يشتمل على مفسدةٍ دينيةٍ)، وفي شرح خليل: (يعني أنّه يجوز عقد النكاح أي: مجرد إيجاب وقبول، بل هو مستحبٌ)، وفي نهاية المحتاج: (ويسنّ أن يتزوّج في شوال، وأن يدخل فيه، وأن يعقد في المسجد، وأن يكون مع جمعٍ وأول النهار)، وفي كشاف القناع: (ويُباح فيه عقد النكاح، بل يستحبّ كما ذكره بعض الأصحاب)، ومن الجدير بالذِّكر وجوب الحرص على المسجد والاعتناء به وعدم إلحاق أي أذى به إن تمّ عقد النكاح فيه، وعدم تلويثه والحرص على نظافته وطهارته.
• المالكية: قالوا بجواز عقد النكاح في المسجد دون استحبابٍ أو كراهةٍ، قال الحطّاب المالكي في مواهب الجليل: (أمّا العقد في المسجد فعدّه المصنف وغيره من الجائزات، فقال في باب موات الأرض: وجاز بمسجد سكنى رجلٍ تجرّد للعبادة وعقد نكاح. ولم أر الآن من صرّح باستحباب العقد فيه من أهل المذهب).