معنى العقيقة
بيان معنى العقيقة في اللغة والشَّرع آتياً:[١]
- العقيقة لغةً: شَعْر الطفل المولود الذي نَبتَ وهو في بطن أمه، فيُقال عقَّ أو يعقّ عن المولود: أي حَلَقَ شعر رأسه أو ذبح شاةً عنه.
- العقيقة شرعاً: هي الذبيحة التي تُذبح عن المولود ذكراً كان أم أنثى؛ شكراً وحمداً لله -تعالى- على نعمة الذريّة.
ما حكم العقيقة؟
ثبتت مشروعيّة العقيقة في السنة النبوية من قول وفعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فمن قوله: (كلُّ غلامٍ رهينٌ بعقيقتِه، تُذبحُ عنه يومَ سابعِه، ويُحلق رأسُه ويُسمَّى)،[٢] وقوله أيضاً: (عن الغلامِ شاتانِ مُكافَئَتانِ، وعن الجاريةِ شاةٌ)،[٣] وثبت من فعله -عليه الصلاة والسلام- أنّه عقّ عن الحسن والحُسين -رضي الله عنهما-،[٤] أمّا عن حكم العقيقة فقد اختلف العلماء فيه وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:
- العقيقة مباحةٌ: وهو قول الحنفية، واستدلّوا بأنّ تشريع الأُضحية كان لاحقاً لتشريع العقيقة الذي نُسخ بالأُضحية، فالأُضحية ختمت كلّ ذُبحٍ شُرع قبلها.[٥]
- العقيقة سنةٌ مؤكدةٌ: وهو قول جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، وذهب إلى ذلك القول أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية وجمهور الصحابة والتابعين؛ كابن عباس وابن عمر وعائشة وفاطمة بنت الرسول والقاسم بن محمد وعُروة بن الزبير وعطاء والزهريّ وإسحاق وغيرهم.[٦]
- العقيقة واجبةٌ: وهو قول الظاهرية وعلى رأسهم صاحب المذهب الظاهري داود بن علي وابن حزم، وقال به أيضاً بعض الصحابة والتابعين؛ كبُريدة بن الحصيب الأسلميّ وأبي الزناد.[٦]
حكم الجمعِ في النية بين الأضحية والعقيقة
اختلفَ العلماءُ في حكم الجمع في النيّة بين الأضحية والعقيقة وذهبوا في ذلك إلى قوَين بيانهما آتياً:[٧][٨]
- يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة: وهو مذهبُ الحنفية والحنابلة وقول الحسن البصري ومحمد بن سيرين وقتادة -رحمهم الله-، فالغاية من الذبح في العقيقة والأضحية التقرّب من الله -عزَّ وجلَّ-.
- لا يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة بنيَّةٍ واحدةٍ: وهو مذهب المالكية والشافعية فالعقيقةُ فداءٌ عن المولود والأضحية فداءٌ عن النفس فلا تتداخلان.
شروط وصفات العقيقة
للعقيقة صفات وشروط بيانها آتياً:[٩]
- يُسن أن يُعقّ عن الذكر بشاتَين وعن الأنثى بشاةٍ واحدةٍ.
- تصحّ العقيقة بأيّ نوعٍ من الشياه، سواءً كانت من الضأن أم الماعز.
- يجب أن تكون سليمةً من العيوب، فلا تصحّ العقيقة بعوراء العين أو العمياء التي لا تُبصر، ولا بالعرجاء التي لا تستطيع المشي، ولا بالمريضة والهزيلة التي لا مخ لها، ولا بالعضباء التي ذهبت نصف أُذنها أو نصف قرنها.
- يجب أن تكون ضمن السِّن المحدّدة شرعاً؛ خمسُ سنواتٍ للإبل، وسنتان للبقر، وسنةٌ للماعز، وستةُ أشهرٍ للضأن.
- يجب أن ينوي صاحبها أنَّها عقيقةٌ عن مولوده.
الحكمة من مشروعية العقيقة
أدّت مشروعيّة العقيقة إلى العديد من الحِكم والغايات يُذكر أنّها:[٥]
- حمايةٌ وتخليصٌ للطفل من وساوس الشيطان ومكائده، وذلك ما أكّدته الأحاديث النبويّة الصحيحة سابقة الذكر وغيرها من الأحاديث الواردة في مشروعية العقيقة، قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (كلُّ غلامٍ مرتَهنٌ بعقيقتهِ).[٢]
- شكرٌ لله -عزَّ وجلَّ- على نعمة الولد ذكراً كان أم أنثى- وتقرّبٌ منه -سبحانه-.
- نشرٌ للسرور والفرح وتطييبٌ للخواطر.
المراجع
- ↑ [حسام الدين عفانة]، كتاب أحكام العقيقة، صفحة 5. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم:4231، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1513، حسن صحيح.
- ↑ حسام الدين عفانة، أحكام العقيقة، صفحة 7-10.
- ^ أ ب وهبة الزحيلي ، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 2745-2746. بتصرّف.
- ^ أ ب حسام الدين عفانة، المفصل في أحكام العقيقة، صفحة 45-55. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من أهل العلم (11/12/2007)، "حكم الجمع بين الأضحية والعقيقة في ذبيحة واحدة"، إسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 17/9/2021. بتصرّف.
- ↑ حسام الدين عفانة، أحكام العقيقة، صفحة 59. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من العلماء (16/11/2020)، "أحكام العقيقة"، إسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 17/9/2021. بتصرّف.