ما حكم الاحتفال بذكرى الزواج؟

اتّجه العلماء إلى فريقين في بيان حكم الاحتفال بعيد أو ذكرى الزواج بيانهما آتياً:

  • تحريم عيد وذكرى الزواج: صرّح البعض من العلماء بتحريم عيد أو ذكرى الزواج لأمرين اثنَين هما:[١]
  • أنّ عيد الزواج عيدٌ مخالفٌ للأعياد الشرعيّة في الإسلام، فقد حدّد الإسلام للمسلمين عيدَين هما: الفطرُ والأضحى، فقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لما قَدِم إلى المدينة ووجد الأنصار لهم يومان يلعبون فيهما: (قد أبدلَكمُ اللَّهُ بِهما خيرًا منهُما: يومَ الأضحى، ويومَ الفِطرِ).[٢]
  • أنّ مثل هذه العادات تشبّهٌ بغير المسلمين، وقد حرصت الشريعة الإسلاميّة على استقلالية المسلم وعدم تشبّهه بغيره من الأمم التي تختلف الأعياد فيها عن أعياد المسلمين، وحذّر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من ذلك قائلاً: (منْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهوَ منهمْ).[٣]
  • إباحة عيد وذكرى الزواج: ذهب عددٌ من العلماء المعاصرين إلى جواز الاحتفال بذكرى الزواج أو غيرها من المناسبات، وجواز صُنع وليمةٍ ودعوة الأقارب والأصدقاء، وعدّوا ذلك احتفالاً دنيوياً لا علاقه له بالدِّين، بشرط ألّا يُطلق على ذلك الاحتفال عيداً،[٤] والأصل في الأمور الدنيوية الإباحة والجواز إلّا إن ورد دليلاً على التحريم والمنع، ومثل تلك الاحتفالات لا تتضمّن أي بُعد دينيّ أو عقائدي، ولا تشبّهاً بغير المسلمين.[٥]


المناسبات المعتبرة وغير المعتبرة في الإسلام

حَرِصَ الشرعُ الحنيف على ما فيه نفعٌ وخيرٌ للفرد والمجتمع المسلم، لذلك جعل بعضَ المناسبات التي في أيام عام المسلم معتبرةً محترمةً وحضَّ على التزوّد فيها من الأعمال الصالحة والنافعة، كما حرص على بُعد المسلم عن مناسبات أخرى لا نفع فيها وعدّها غير معتبرةٍ، وفيما يأتي بيان بعضٍ منها:[٦]

  • من المناسبات المعتبرة في الإسلام: تتعدّد المناسبات المعتبرة في الإسلام يُذكر منها:
  • يوم الجمعة: فحرصت الشريعة الإسلامية على هذا اليوم وعلى اعتباره من أفضل أيام الأسبوع وحثّت فيه المسلمَ على التطيّبِ والتجمّل وقراءة القرآن والذِّكر والدعاء وكافة الأعمال الصالحة دون إفراطٍ أو تفريطٍ.
  • شهر رمضان: من أفضل الشهور في السنة ويجتمع فيه الخير الكثيرَ للمسلم، فيقبُل فيه على القرآن الكريم والأعمال الصالحة، وفيه عبادة الصوم والذكر والصلاة والدعاء وفيه ليلة القدر التي تعدّ من أفضل الليالي إن ظفر بها المسلم ظَفِرَ بالخير والبركة العظيمة.
  • يوم عاشوراء: فيه نجّى الله موسى ومن معه من المؤمنين من فرعونَ وجنده وقد حث النبيُّ على صومه لما فيه من الخير العميم على المسلم، قال -صلّى الله عليه وسلّم- حينما وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء: (أنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ).[٧]
  • من المناسبات غير المعتبرة في الإسلام: يُذكر منها: الاحتفال بقدوم بعض الشهور والحزن بقدوم شهورٍ أخرى والمُكث في البيوت لأجل ذلك وعدم التنقّل أو السفر، ومنها في شهر شعبان ليلة النصف من ليلة البراءة؛ حيث يعتقد البعض أنَّ فيها المغفرة وإطالة الأعمار وتوسيع الأرزاق، ومنها تحضير الولائم والإسراف في ذلك احتفالاً بيوم الإسراء والمعراج.

المراجع

  1. خالد بن علي المشيقح (20/8/2012)، "الاحتفال بذكرى الزواج "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 20/9/2021. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:4460، صحيح.
  3. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:10/28، ثابت وإسناده حسن.
  4. علي حاجب، "جدل فقهي بعد إجازة العودة "احتفال الميلاد""، موقع الإسلام اليوم، اطّلع عليه بتاريخ 20/9/2021. بتصرّف.
  5. "أقوال العلماء في حكم الاحتفال بأعياد الميلاد"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 7/10/2021. بتصرّف.
  6. "الأعياد والمناسبات المعتبرة في الإسلام"، طريق الإسلام، 29/9/2017، اطّلع عليه بتاريخ 20/9/2021. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2004، صحيح.