ما حكم التصوير؟
مما ينبغي التنبيه إليه إلى أنّ موضوع البحث في حكم التصوير مقتصرٌ على التصاوير ذوات الأرواح سواءً كان إنساناً أم حيواناً، أمّا التصاوير التي ليس فيها روح كالجمادات والنباتات فلا خلاف في أنّها مباحةٌ،[١] واختلف العلماء في حكم التصوير بالكاميرا أو الفيديو؛ لورود الكثير من الأدلة في نصوص السنة النبوية واختلاف فهمهم لها،[٢] وفيما يأتي بيان تلك المسائل:
حكم تصوير ذوات الأرواح
يحرّم تصوير ذوات الأرواح كالإنسان والحيوان، ويُباح تصوير غيرها؛ كالمناظر الطبيعية وغيرها، ويُحرّم التصوير إن كانت الصورة تشتمل ما يُمكن للحيوان أن يعيش به؛ فلو كانت لجسمه دون رأسه فلا تحرّم، وإن كان لنصف جسمه فلا تحرّم أيضاً، ويُستثنى من التحريم أيضاً الصور التي تُتخذّ للأغراض التعليمية؛ كالصور التي تُتخذّ للأطفال أو طلاب الطب،[١] وقد وردت أحاديث كثيرة جاءت في النهي عن التصاوير ذوات الأرواح، منها:[٣][٤]
- ما روي عن أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني جبريلُ فقال: إنِّي كُنْتُ أتَيْتُك البارحةَ فلم يمنَعْني أنْ أدخُلَ البيتَ الَّذي كُنْتَ فيه إلَّا أنَّه كان في البيتِ تمثالُ رجُلٍ وكان في البيتِ سِترٌ فيه تماثيلُ وكان في البيتِ كلبٌ فأمَر برأسِ التِّمثالِ أنْ يُقطَعَ وأمَر بالسِّترِ الَّذي فيه التِّمثالُ أنْ يُقطَعَ رأسُ التِّمثالِ وجُعِل منه وسادتانِ وأمَر بالكلبِ فأُخرِج وكان الكلبُ جِروًا للحسَنِ والحُسينِ تحتَ نَضَدٍ لهم قال: ثمَّ أتاني جبريلُ فما زال يوصيني بالجارِ حتَّى ظنَنْتُ أنَّه سيُورِّثُه)،[٥] ففي الحديث دلالة على أن التصاوير ذوات الأرواح إذا كانت مجسمة فهي محرمة وينبغي تغيير هيئتها، أما المجسمات لغير ذوات الأرواح فلا بأس بها.
- ما روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عبَّاسٍ، وهُمْ يَسْأَلُونَهُ، ولا يَذْكُرُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى سُئِلَ، فقالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن صَوَّرَ صُورَةً في الدُّنْيا كُلِّفَ يَومَ القِيامَةِ أنْ يَنْفُخَ فيها الرُّوحَ، وليسَ بنافِخٍ)،[٦] وما روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبي -عليه السلام- قال: (الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَومَ القِيامَةِ، يُقالُ لهمْ: أحْيُوا ما خَلَقْتُم)،[٧]وفي الحديثين تهديد ووعيد للمصورين؛ لأن تصوير ذوات الأرواح فيه تلبس بصفة من صفات الله وهي صفة الخلق.[٣][٤]
حكم التصوير بالكاميرا
اختلف العلماء في حكم التصوير بالكاميرا؛ فمنهم من قال بحُرمتها لدخولها تحت عموم ألفاظ الأحاديث الواردة في النهي عن تصوير ذوات الأرواح، وقالوا إنّها لا تجوز إلّا عند الضرورة والحاجة، ومنهم من أجازها وقالوا إنه لا يوجد فيها معنى المضاهاة لخلق الله.[٢]
ما حكم فرش الأرض بصور لذوات الأرواح؟
اتفق العلماء من المذاهب الأربعة على جواز فرش الأرض بالصور التي فيها روح، استدلالاً بما روي عن أبي هُريرةَ -رضي الله عنه- أنّه قال: (استأذَنَ جِبريلُ عليه السَّلامُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: ادخُلْ، فقال: كيف أدخُلُ وفي بَيتِك سِترٌ فيه تَصاويرُ، فإمَّا أن تُقطَعَ رُؤوسُها، أو تُجعَلَ بِساطًا يُوطَأُ؛ فإنَّا- مَعْشَرَ المَلائكةِ- لا ندخُلُ بيتًا فيه تصاويرُ).[٨][٩]
المراجع
- ^ أ ب سماحة الدكتور نوح علي سلمان رحمه الله (30/7/2012)، "حكم التصوير"، دار الإفتاء، اطّلع عليه بتاريخ 4/1/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب "حكم التصوير بالكاميرا والفيديو والهاتف"، إسلام ويب، 30/10/2014، اطّلع عليه بتاريخ 4/1/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب "حكم التصوير"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5/12/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب "حكم التصوير"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5/12/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5854.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5963.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2108.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:5380.
- ↑ "حكم فرش الأرض بذوات الأرواح"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 5/12/2021. بتصرّف.