ما حكم القرض لسداد الدين؟

أخذ القرض الربوي لسداد الدين محرَّمٌ؛ فهو بابٌ من أبواب الربا؛ والربا من المحرّمات، ولا يحلّ للمسلم أن يقترض قرضًا ربويًّا لسداد الدين، والواجب على المسلم إن وقع في ضائقةٍ وحاجةٍ لسداد الدين، أن يلجأ إلى الله -سبحانه وتعالى- ويبحثَ عن الطُرق المشروعة التي يستطيع من خلالها أن يؤديَ دينه دون الدخول في طُرق الربا المحرّمة، أمّا إن كان القرض قرضًا حسنًا لا فائدة أو زيادة مرتَّبةٌ عليه؛ فإنّه جائزٌ، ويجدر بالشخص الذي يعطي الدين؛ أي الدائن أن يلتمس العُذر قدر الاستطاعة للمدين، وأن يمهله ويقف معه في حاجته؛ كي لا يلجأ للدخول في شباك الربا وطرقه المُحرّمة؛[١] لقول الله -سبحانه وتعالى- حاثًّا الدائن على الصبر على المدين: (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).[٢]


ما حكم القرض لعلاج المرض؟

إنّ الاقتراض بزيادةٍ على المال عند ردّه من صور الربا التي حذر الشرعُ منها ومن اللجوء إليه إلّا في حالات الضرورة الشديدة التي يقدّرها أهل العلم والاختصاص؛ وأخذ القرض لعلاج مرضٍ شديدٍ سيودي بالشخص إلى الهلاك وعدم تحمله جائزٌ حال استنفذت كافّة الطرق والوسائل التي يمكنُ من خلالها الحصول على المال دون اللجوء إلى القرض المحرّم ولم يوجد سبيلًا لقرضٍ حسنٍ لا ربًا فيه.[٣]


ما حكم القرض للدراسة؟

إنَّ أخذ القرض الربوي لأجل الدراسة محرّم، فالدراسة لا تعدُ ضرورة من الضرورات، ولا يُرى فيها الترخّص بأخذ القرض لأجلها، أمّا أخذ القرض الحسن الذي لا يترتّب عليه فائدةٌ فجائز بلا إشكالٍ.[٤]


ما حُكم القرض لشراء منزل؟

إنّ شراء المنزل بواسطة البنك له صورتان ولكل واحدةٍ منها حكمٌ مستقلٌّ، وآتياً بيانه:[٥]

  • إن كان البنك يموّل شراء البيت فيدفعُ للمشتري ثمن البيت، على أن يقوم المشتري بسداد ذلك القرض بزيادة نسبةٍ فائدةٍ معيَّنةٍ؛ فإنّ ذلك محرَّمٌ، وهو قرضٌ ربوي لا يجوز اللجوء إليه.
  • إن كان البنك يقوم بشراء البيت الذي يريده المشتري ويدخل في ذمّة وحساب البنك، ثُمَّ يقوم المشتري بشراء البيت من البنك، على أن يكون سداد ثمنها من خلال أقساطٍ معيَّنةٍ تكون أعلى من ثمن البيت فهذا جائزٌ ولا حرج فيه، بشرط ألّا يكون في هذا الأمر أيّ شرط ربوي.


ما حُكم القرض للزواج؟

لا يجوز أخذ القرض الربويّ من أجل الزواج، وعلى المسلم أن يبذل وسعه وطاقته من أجل أن يكون زواجه بالسبل والوسائل المشروعة؛ وذلك من خلال عمله على تأمين حاجات الزواج والمال الذي يلزم من أجل ذلك دون اللجوء إلى هذه الطرق المحرّمة، بالكسب الحلال أو القرض الحسن،[٦] وأن يتوكّل على الله تعالى في ذلك؛ لأنّ الذي يلجأ إلى الله تعالى لن يخيّبه، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).[٧]

المراجع

  1. لجنة الافتاء (27/12/2011)، "حكم اقتراض المضطر من بنك ربوي"، دار الافتاء الاردنية، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2021. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية:280
  3. إسلام ويب (23/7/2003)، "حكم الاقتراض بالربا لضرورة العلاج"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2021. بتصرّف.
  4. إسلام ويب (4/10/2016)، "حكم القرض الربوي من اجل الدراسة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2021. بتصرّف.
  5. الشيخ محمد صالح المنجد (3/2/2010)، "الاقتراض من البنك لشراء منزل"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2021. بتصرّف.
  6. خالد عبد المنعم الرفاعي (30/1/2013)، "حكم أخذ القرض الربوي للزواج "، طريق الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2021. بتصرّف.
  7. سورة الطلاق، آية:2-3