ما حكم تربية القطط في المنزل؟

حكم تربية القطط في المنزل

تجوز تربية القطط في المنزل دون أي بأسٍ أو حرجٍ أو إثمٍ،^[١] إلّا أنّها لا بدّ أن تكون وفقاً لضوابط معينةٍ بيانها فيما يأتي:^[١]

• أن تكون تلك التربية لغرضٍ وحاجةٍ ما، كأن تكون تربيتها لدفع ضرر وشرّ بعض الحيوانات، كالفئران على سبيل المثال، وغيرها من الحيوانات.
• يجب على مَن امتلكها للتربية أن يُطعمها ما يكفيها ويرعاها ويعتني بها، وألّا يتسبّب لها بأي أذى، أو أن يتركها تأكل ممّا تحب على الأرض، فقد حذّر الإسلام من الاعتداء على الحيوانات، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، ولَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِن خَشَاشِ الأرْضِ).^[٢]
• يجب عدم المبالغة في تربية القطط زيادةً عن الحدّ الذي أمر به الشَّرع كتزيينها أو الإنفاق عليها ببذخٍ شديدٍ.^[٣]

هل تعد القطط طاهرة؟

لعاب القطط

اتّفق العلماء من الحنفيّة والمالكيّة والشافعيّة والحنابلة على طهارة القطط، استدلالاً بما ورد: (عَن كبشةَ بنتِ كعبِ بنِ مالِكٍ وَكانَت عندَ ابنِ أبي قتادةَ، أنَّ أبا قتادةَ دخلَ علَيها، قالت: فسَكَبتُ لَهُ وضوءًا، قالت: فَجاءت هرَّةٌ تَشربُ، فأصغَى لَها الإناءَ حتَّى شَرِبت، قالَت كَبشةُ: فرآني أنظرُ إليهِ، فقالَ: أتَعجبينَ يا بنتَ أخي ؟ فقلتُ: نعَم، قالَ: إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: إنَّها ليسَت بنجَسٍ، إنَّما هيَ مِنَ الطَّوَّافينَ عليكُم، أوِ -الطَّوَّافاتِ-)،^[٤]وقال ابن عابدين الحنفيّ -رحمه الله-: "إنّ القياس في الهرة نجاسة سؤرها -أي البقية من طعامها-؛ لأنّه مختلطٌ بلُعابها المتولّد من لحمها النجس، لكن سقط حكم النجاسة اتفاقاً بعلّة الطواف الْمنصوصة بقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: إنّها ليست بنجسةٍ، إنّها من الطوّافين عليكم والطوّافات يعني أنّها تدخل المضايق، ولازمه شدة المخالطة بحيث يتعذّر صون الأواني منها"، فيجوز للمسلم الشُرب ممّا خالطه لُعاب القطط أو الوضوء منه.^[٥]

بول القطط

اتّفق العلماء على نجاسة بول وروث القطط وبيّنوا تفصيلاً حكم ذلك، وفيما يأتي بيان ما صرّحوا به:^[٥]

• الحنفيّة: قالوا بنجاسة بول وروث القطط، أي أنّه يُفسد طهارة المكان والثوب والماء المخصّص للتطهّر به.
• المالكية: قالوا بنجاسة بول وروث القطط.
• الشافعية: قالوا بنجاسة كلّ الأبوال، وذلك يقتضي نجاسة بول القطة وروثها.
• الحنابلة: صرّحوا بنجاسة بول وروث كلّ ما لا يُؤكل لحمه، ويشمل ذلك بول وروث القطط.^[٦]

ما حكم بيع القطط؟

اتّفق العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة على جواز بيع القطط، استدلالاً بأنّها طاهرةٌ يُنتفع بها وتحقّقت فيها كلّ شروط البيع فيجوز بيعها؛ كالحمار والبغل وغيرهما، فكلّ ما يجوز الانتفاع به يجوز بيعه، إلّا ما ورد استثناؤه؛ كالكلب والوقف، إذ إنّ البيع شُرع لقضاء الحاجات والمنافع الضرورية.^[٥]