يُطلق العُود في اللّغة كلّ خشبة دقيقةٍ كانت أو غليظة، وهو آلةٌ موسيقيَّةٌ ذات أوتار يُضرب عليها بريشة ونحوها،[١] وفيما يلي بيانٌ لحكم العزف عليها، وعلى بعض الآلات الموسيقيّة الأخرى.
حكم عزف العود
اختلف الفقهاء في حكم عزف العود على قولين، هما:[٢]
- ذهب جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة إلى تحريم الضّرب على العُود والاستماع إليه؛ لأنه من الآلات الموسيقية التي ورد النص بتحريمها، لما روي عن أبي مالكٍ الأشعري -رضي الله عنه-، عن النّبي -صلى الله عليه وسلم قال: "لَيَكونَنَّ مِن أُمَّتي أقْوامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ، والخَمْرَ والمَعازِفَ"،[٣] واختلفوا بين كونها من كبائر الذنوب أو من صغائرها.
- ذهب عبد الله بن عمر وعبد الله بن جعفر ومعاوية بن أبي سفيان -رضوان الله عنهم- وغيرهم من التابعين، إلى القول بجواز الضّرب على العود.
حكم العزف على آلاتٍ موسيقيَّةٍ أخرى
حكم الصفاقتين
الصّفّاقتان هما دائرتان من نحاس تُضرب إحداهما على الأخرى، وتعدّ من آلات الموسيقى، وبيان حكمها كالتالي:[٤]
- المعتمد عند الشافعية أنّ استعمالهما في الأعراس ونحوه وكذا الاستماع إليها محرّمٌ؛ ذلك أنّ في استعمالها بالضّرب بها تشبّهٌ بالفسقة وشاربي الخمور؛ إذ إنّ من عاداتهم استعمالها، كما أنّ اللّذة الحاصلة من سماعها تدعو للفساد وتحريك الغرائز والشهوات، لحديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم- السابق ذكره عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، وقول النّبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "من تشبَّهَ بقومٍ فَهوَ مِنهم"،[٥] أمّا إن كان سماعها بغير قصدٍ فإنّه لا يحرم؛ لعدم تعمّده.[٤]
حكم المزمار
وهو آلةٌ موسيقيَّةٌ نفخيَّةٌ يزمر فيها فتصوّت،[٦] وقد نصّ فقهاء المذاهب على حرمة استعمال آلات اللّهو ومنها المزمار، لما روي عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "إن اللهَ بعثني رحمةً وهدًى للعالمينَ وأمرني أن أَمْحَقَ المزاميرَ والكَبَاراتِ يعني البَرابطَ والمعازفَ والأوثانَ التي كانت تُعْبَدُ في الجاهليةِ"،[٧] وبيان حكم الاستماع إليها أو بيعها كالآتي:[٨]
- نصّ جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى عدم جواز الاستماع للمزمار ففي استماعه فسادٌ وتهييج للغرائز وللشهوات.
- ذهب جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلة وأبي حنيفة وأبي يوسف من الحنفية إلى حرمة بيع المزمار.
حكم ضرب الدّف
الدُّف آلة من آلات الموسيقى مستديرة كالغربال ليس لها جلاجل يشد الجلد من أحد طرفيها،[٩] وجمهور الفقهاء من المالكية والحنابلة والشافعية على استحباب استعمال الدّف في النّكاح؛ لإعلانه، وكذا قول الحنفية إلّا أنّهم اشترطوا ألّا يكون فيه جلاجل وألّا يكون الضرب فيه على هيئة التطرّب، ودليل استحبابه ما رُوي عن الرُّبيع بنت معوذ -رضي الله عنها- أنّها قالت: "دخل عليَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غَداةَ بُنِيَ عليَّ، فجلس على فِراشي كمَجلِسِك منِّي، وجُويرياتٌ يَضرِبنَ بالدُّفِّ، يَندُبنَ مَن قُتِلَ مِن آبائِهنَّ يومَ بَدرٍ، حتى قالت جاريةٌ: وفينا نبيٌّ يعلَمُ ما في غَدٍ. فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا تقولي هكذا، وقولي ما كنتِ تَقولينَ".[١٠][١١][١٢]
المراجع
- ↑ "معنى العود"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 7/1/2022. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 176. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم:5590، صحيح.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 176. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:8574، حسن.
- ↑ "معنى مزمار"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 7/1/2022.
- ↑ رواه الشوكاني، في نيل الأوطار، عن أبي امامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:262، حسن لغيره.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 107-108. بتصرّف.
- ↑ "معنى الدُّف"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 9/1/2022.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء، الصفحة أو الرقم:4001، صحيح.
- ↑ "المَطلبُ الثَّالثُ: ضَربُ الدُّفِّ للنِّساءِ في الأعراسِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 9/1/2022. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 170. بتصرّف.