ما حكم وضع الصورة في البيت؟

لا يجوز تعليق الصور لذوات الأرواح ووضعها في البيت، فتلك من الأمور الواجب الإسراع في طمسها وإزالتها فلا حاجة ولا ضرورة لها، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ أشَدَّ النَّاسِ عَذابًا عِنْدَ اللَّهِ يَومَ القِيامَةِ المُصَوِّرُونَ)،[١][٢] أمّا بالنسبة لحكم تصوير وتعليق الصور التي لا أرواح فيها ففيه تفصيلٌ بيانه فيما يأتي:[٣]

  • يجوز تعليق صور الجمادات والنباتات في البيت وغيره من المواضع دون حرجٍ أو إثمٍ.
  • يجوز تعليق صور الحيوانات إن كانت ناقصةٍ ليست كاملةً؛ كأن تكون دون رأسٍ، أي أن تكون الصورة بحالةٍ يستحيل معها العيش، وتحرّم إن كانت على هيئةٍ كاملةٍ.
  • يجوز تعليق الصورة التي تتخذ لغاياتٍ وحاجاتٍ لا بدّ منها؛ كالصور التي تُتّخذ لغايات التعليم؛ كتعليم الأطفال وطلاب الطب، فيجوز منها ما تدعو الحاجة إليه، سواءً أكانت تلك الصور رسماً يدويّاً أم تصويراً آلياً، استدلالاً بما ثبت أنّ أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- كان لديها عرائس تلعب بها وهي في بيت النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وكانت الغاية من تلك العرائس تعليم البنات العناية بالأطفال وتربيتهم.


أدلة تحريم صور ذوات الأرواح

ورد عدّة أدلّةٍ تفيد تحريم صور ذوات الأرواح يُذكر منها:[٤]

  • ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هذِه الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَومَ القِيامَةِ، يُقالُ لهمْ: أحْيُوا ما خَلَقْتُمْ).[٥]
  • ما أخرجه الإمام البخاريّ عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن سَفَرٍ، وقدْ سَتَرْتُ بقِرَامٍ لي علَى سَهْوَةٍ لي فِيهَا تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هَتَكَهُ وقالَ: أشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَومَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بخَلْقِ اللَّهِ قالَتْ: فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً أوْ وِسَادَتَيْنِ).[٦]


ما حكم الصلاة في مكان فيه صور؟

تصحّ الصلاة في المكان الذي فيه صورٌ جائزةٌ -كما سبق بيانه-، إلّا أنّها تُكره في ذلك المكان إن تيسّر أداؤها في مكانٍ آخرٍ، فالصلاة صحيحة لأنَّ المُصلي لا يعبد الصورة إنّما نوى في قلبه أداء الصلاة تعبّداً لله -تعالى-، أمّا إن كانت الصور الموجودة في موضع الصلاة من الصورة المحرّم تعليقها؛ كصور ذوات الأرواح؛ فالصلاة حينها لا تجوز.[٧][٨]


ما حكم اقتناء الصور؟

ثبتَ عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- تحريم الرسم والنحت لذوات الأرواح، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي طلحة الأنصاري -رضي الله عنه-: (سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ، ولا صُورَةُ تَماثِيلَ)،[٩] والصور التي يُحرّم اقتناؤها هي:[٨]

  • التماثيل لذوات الأرواح، سواءً أكانت مصنّعةً أم منحوتةً، وتلحق بها حُليّ النساء إن كانت مشتملةً على ذوات الرُّوح.
  • صور الذكريات التي لا تدخل ضمن حاجات الإنسان وضرورياته.
  • الصور المرسومة لذوات الأرواح، سواءً أكان رسمها يدوياً أم بواسطة الأجهزة الإلكترونية.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:5950، صحيح.
  2. سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله، "حكم تعليق الصور الفوتوغرافية على الجدران"، موقع سماحة الشيخ الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 18/9/2021. بتصرّف.
  3. سماحة الدكتور نوح علي سلمان رحمه الله (30/7/2012)، "حكم التصوير"، دار الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 18/9/2021. بتصرّف.
  4. الشيخ محمد صالح المنجد (29/8/2012)، "حُكم وحِكمة تحريم تصوير وتشكيل ذوات الأرواح"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 6/10/2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5951، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5954، صحيح.
  7. سماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله، "حكم الصلاة في مكان فيه صورة معلقة، وحكم تعليق الصور"، موقع سماحة الشيخ الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 6/10/2021. بتصرّف.
  8. ^ أ ب الشيخ محمد صالح المنجد (8/10/2009)، "الصور الجائزة والمحرَّم اقتناؤها ، وعلاقة ذلك بدخول الملائكة لأمكنة وجودها"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 6/10/2021. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي طلحة الأنصاري، الصفحة أو الرقم:3225، صحيح.