ما حكم وضع مجسمات الحيوانات؟

يحرّم صنع التماثيل واقتناؤها بما في ذلك التماثيل التي على هيئة الحيوانات،[١] فقد شدّدت الشريعة الإسلامية في ذلك، وحرّمت الشرك وكلّ ما يُوصل إليه كالتماثيل والأصنام، استدلالاً بالكثير من الأحاديث التي دلّت دلالةً قاطعةً على تحريم التجسيم واقتناء التماثيل وبيعها وحذّرت من ذلك، ومن تلك الأحاديث:[٢]

  • أخرج البخاري في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ أصْحابَ هذِه الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَومَ القِيامَةِ، ويُقالُ لهمْ: أحْيُوا ما خَلَقْتُمْ).[٣]
  • قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: ومَن أظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أوْ شَعِيرَةً).[٤]
  • أخرج البخاري عن عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، ذَكَرَتْ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَنِيسَةً رَأَتْهَا بأَرْضِ الحَبَشَةِ يُقَالُ لَهَا مَارِيَةُ، فَذَكَرَتْ له ما رَأَتْ فِيهَا مِنَ الصُّوَرِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أُولَئِكَ قَوْمٌ إذَا مَاتَ فِيهِمُ العَبْدُ الصَّالِحُ، أوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا علَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وصَوَّرُوا فيه تِلكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ).[٥]


التماثيل والمجسمات المحرمة

بيّن العلماء صفات التماثيل المحرّمة وهي:[٦]

  • الصور المجسّمة التي يتكوّن لها ظلٌ، وهي التماثيل التي تكون على صورة إنسانٍ أو حيوانٍ، وتكون مصنوعةً من جبسٍ أو نحاسٍ أو حجارةٍ أو ذهبٍ أو فضةٍ أو من الجمادات غير العاقلة.[٧][٨]
  • الصور المرسومة رسماً التي لا يتكوّن لها ظلٌ؛ كالرسومات التي على الأوراق أو الجدار أو الوسائد وما شابهها.
  • التماثيل لكلّ ذي روحٍ من البشر أو من الحيوانات، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ، ولا تَماثِيلُ).[٩]
  • الصور كاملة الأجزاء التي لا ينقصها إلّا نفخ الروح فيها، فهي محرمةٌ باتفاق العلماء، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها-: (دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَقَدْ سَتَرْتُ سَهْوَةً لي بقِرَامٍ فيه تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ هَتَكَهُ وَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ وَقالَ: يا عَائِشَةُ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللهِ يَومَ القِيَامَةِ، الَّذِينَ يُضَاهُونَ بخَلْقِ اللَّهِ. قالَتْ عَائِشَةُ: فَقَطَعْنَاهُ فَجَعَلْنَا منه وِسَادَةً، أَوْ وِسَادَتَيْنِ).[١٠]
  • الصور المعظّمة؛ كالموضوعة في مكانٍ بارزٍ بحيث يراها الداخل في صدر البيت، أخرج الإمام مسلم عن عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ لَنَا سِتْرٌ فيه تِمْثَالُ طَائِرٍ، وَكانَ الدَّاخِلُ إذَا دَخَلَ اسْتَقْبَلَهُ، فَقالَ لي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: حَوِّلِي هذا).[١١]


التماثيل والصور والمجسمات المباحة

أباحت وأجازت الشرية الإسلامية بعض التماثيل والمجسمات، وهي:[١٢]

  • ما يُصنع للجمادات أو لِما لا روح فيه، مثل: الأنهار، والأشجار، والمناظر الطبيعية.
  • التماثيل الناقصة؛ كالجسم دون رأسٍ مثلاً، أو كصورة اليد وحدها، أو القدم وحدها؛ فإنّها لا تحرّم لأنّها ليست كاملةً.
  • الدمى والألعاب، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري عن عائشة -رضي الله عنها-: (كُنْتُ ألْعَبُ بالبَنَاتِ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ لي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ منه، فيُسَرِّبُهُنَّ إلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي).[١٣]

المراجع

  1. محمد صالح المنجد (29/8/2012)، "حُكم وحِكمة تحريم تصوير وتشكيل ذوات الأرواح"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 28/10/2021. بتصرّف.
  2. محمد علي الصابوني، روائع البيان تفسير آيات الأحكام، صفحة 406-408. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:7557، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7559، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:434، صحيح.
  6. محمد علي الصابوني، كتاب روائع البيان تفسير آيات الأحكام، صفحة 406-414.
  7. الكتاني، محمد المنتصر، تفسير المنتصر الكتاني، صفحة 5. بتصرّف.
  8. محمد أبو زهرة، زهرة التفاسير، صفحة 4881. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي طلحة الأنصاري، الصفحة أو الرقم:2107، صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2107، صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2107، صحيح.
  12. محمد علي الصابوني، كتاب روائع البيان تفسير آيات الأحكام، صفحة 406-414. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:6130، صحيح.