يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)،[١] فلا شكّ أنّ الصلاة ركنٌ من أعظم أركان الإسلام وأهمها بعد الشهادتين، ولا يقوم الدين إلّا بها، فلا بدّ من أن يحرص المسلم على أدائها في رمضان وغير رمضان؛ ليصح صيامه، فإنّ الصلاة من أولى الأمور التي يجب أن يؤديها.[٢]
هل يجوز الصيام بدون صلاة؟
حكم الصيام بدون صلاة
رُوي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: "مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ فقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ"،[٣] ومعنى حبط عمله؛ أي أنّ عمله يبطل ولا ينتفع به؛ وعلى هذا فإن صام الإنسان وهو لا يصلي فصومه مردود غير مقبول، ولا نفع له عند الله يوم القيامة، هذا إذا كان تركه للصلاة عن إنكارٍ له وكان تاركًا لها بالكليّة، أمّا إن فرّط فيها أحيانًا تكاسلًا دون إنكارٍ لها فإنّ صومه صحيحٌ مجزئ عنه، وفي ذلك يقول ابن القيم: "والذي يظهر في الحديث؛ أن الترك نوعان: تركٌ كليٌّ لا يصليها أبدًا، فهذا يحبط العمل جميعـه، وتركٌ معينٌ في يومٍ معينٍ، فهذا يحبط عملُ ذلك اليومِ، فالحبوطُ العامُّ في مقابلةِ التركِ العامِّ، والحبوطُ المعينُ في مقابلةِ التركِ المعينِ"، والواجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى وإلى قضاء ما فاته من الصلوات، فإنّ الصلاة أولى بالمحافظة عليها من أي شيءٍ آخرٍ، وعلى المذنب أن يتوب إلى الله تعالى، ويندم على تفريطه في حق الله، والله تعالى يقبل توبة من تاب من عباده، ويغفر له ذنوبه ويفرح بها -جلّ وعلا- أشدّ الفرح، على أن تكون توبةً نصوحةً، وليبادر إلى الاغتسال والصلاة للجمع بين طهارة الظاهر وطهارة الباطن، وعدم تأجيل التوبة إلى الغد، لأنّ الإنسان لا يضمن عمره.[٤][٥]
حكم الصلاة فقط في رمضان
يقوم بعض الناس بأداء الصلاة والالتزام بها في رمضان فقط وتركها بعد انتهاء رمضان، وهذا التصرف فيه مخادعةٌ لله، لأنّهم لا يعرفون الله إلا في رمضان، فلا يصحّ أن يترك المسلم الصلاة كلّ العام ويؤدّيها في رمضان فقط؛ لأن الإنسان محاسبٌ على أعماله في رمضان وفي غير رمضان، وعليه أن يجعل من رمضان فرصةً للالتزام بالعبادات كلّها وخاصَّةً الصلاة وسبيلًا للمحافظة عليها بعده.[٦]
حكم تارك الصلاة
إن تارك الصلاة لا يُقبل منه عمل، فلا ينتفع من عمله بشيءٍ كما سبق في الحديث من أنّ تارك الصلاة يحبط عمله، وإنّ الترك على نوعين؛ تركٌ كليٌّ؛ أي ألّا يؤدي الصلاة أبدًا فهذا يحبط عمله كلّه، وإنّ كان التارك للصلاة تاركًا لها جحودًا وإنكارًا لوجوبها؛ فإنّ فعله وعاقبته وخيمةٌ؛ لإنكاره ما هو ثابتٌ ومعلومٌ من الدين بالضرورة، وأمّا ترك صلاةٍ معيّنة في يومٍ معيَّنٍ؛ فيحبط عمل ذلك اليوم، وهو داخلٌ في الوعيد؛ فعليه أن يحذر من ترك الصلاة وعدم المحافظة عليها.[٧]
المراجع
- ↑ سورة النساء، آية:103
- ↑ "هل يقبل صوم من لا يصلي؟"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 25/11/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:553، صحيح.
- ↑ "لا يقبل الصيام مع تضييع الصلاة"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 25/11/2021. بتصرّف.
- ↑ "هل يجوز الصيام بدون صلاة؟"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 25/11/2021. بتصرّف.
- ↑ "هل يجوز الصيام بدون صلاة؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 25/11/2021. بتصرّف.
- ↑ "لا يقبل صوم رمضان مع ترك الصلاة"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 25/11/2021. بتصرّف.