معنى المكروه

المكروه لغةً

المكروه في اللغة يطلق على: الأمر القبيح، ويضاد الأمر المحبوب والمفضّل.[١]


المكروه شرعاً

المكروه في الفقه والشَّرع يُطلق على الأمر الذي نهى الله -تعالى- عن فعله دون جزمٍ وإلزامٍ وحتمٍ بعدم فعله، بصورةٍ تدلّ على كراهة الفعل أو الأمر وأنّالأفضل تجنّبه وعدم ارتكابه والابتعاد عنه.[١]


صيغ المكروه والألفاظ الدالة عليه

تتعدّد الصيغ والألفاظ التي تدلّ على كراهة الأمر والفعل فيما يأتي بيانها وشرحها:[٢]

  • الألفاظ الصريحة: وهي الألفاظ الصريحة بالكراهة والبغض؛ ككره وأبغض، وما يُشابهها من الألفاظ التي تدلّ على عدم الاستحسان وعدم الأفضلية، ومن الأمثلة على ذلك: ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قيلَ وَقالَ، وإضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ).[٣]
  • النهي مع صرفه إلى الكراهة: أي أن ينهى الله -تعالى- عن أمرٍ وفعلٍ ما ويقترن النهي بدلالةٍ أو قرينةٍ ما تصرف الأمر من التحريم إلى الكراهة، إذ إنّ الأصل في النهي التحريم، فتصرفه القرينة إلى الكراهة، ومن الأمثلة على ذلك: كراهة السؤال عن الأمور المباحة للمسلين خوفاً من تحريمها في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)،[٤] وقد صُرف النهي في الآية السابقة إلى الكراهة في آخرها، إذ قال -تعالى-: (وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّـهُ عَنْهَا).[٤]
  • طلب الاجتناب والترك مع صرفه إلى الكراهة: أي أن يطلب الله -تعالى- ترك واجتناب أمرٍ أو فعلٍ ما مع وجود قرينةٍ ودلالةٍ تصرف الطلب إلى الكراهة لا إلى التحريم، ومن الأمثلة على ذلك: كراهة البيع والشراء وقت النداء لصلاة الجمعة، كما ورد في قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ*فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّـهِ وَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،[٥] فالقرينة التدي دلّت على الكراهة لا على التحريم أنّ البيع مباحٌ في أصله إلّا أنّه نُهي عنه وقت صلاة الجمعة؛ لئلا يُشغل عن أداء الصلاة.


حكم المكروه وما يترتب عليه

ينال تارك المكروه ومجتنبه الأجر والثواب من الله -تعالى- بسبب تركه إياه، ولا يترتب أي عقابٍ أو إثمٍ على مرتكبه.[٦][٧]


المكروه عند العلماء

اختلف العلماء في حقيقة المكروه، إلّا أنّ الخلاف بينهم خلافٌ في اللفظ فقط لا يترتّب عليه أي أثرٍ، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٨][٩]

  • المكروه عند جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة: قالوا إنّ المكروه هو ما نُهي عن ارتكابه دون جزمٍ، ويترتب الأجر لمَن انتهى عنه ولا يترتّب أي إثمٍ على مَن لم ينتهِ عنه -وهو ما سبق بيانه-.
  • المكروه عند الحنفية: قسّموا المكروه إلى المكروه كراهةً تحريميةً، والمكروه كراهةً تنزيهيةً، أمّا الأول فهو ما طُلب تركه دون جزمٍ ولا يختلف عن المكروه عند جمهور العلماء -كما سبق بيانه-، أمّا المكروه كراهةً تحريميةً؛ فهو ما طُلب تركه واجتنابه بحتمٍ وإلزامٍ وثبت بدليلٍ ظني وليس قطعي، وهو إلى المحرّم أقرب من المكروه.

المراجع

  1. ^ أ ب محمد مصطفى الزحيلي، الوجيز في أصول الفقه الإسلامي، صفحة 367. بتصرّف.
  2. محمد مصطفى الزحيلي، الوجيز في أصول الفقه الإسلامي، صفحة 368-369. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم:593، صحيح.
  4. ^ أ ب سورة المائدة، آية:101
  5. سورة الجمعة، آية:9-10
  6. د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني (10/2/2020)، "المكروه في الفقه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 31/10/2021. بتصرّف.
  7. "المكروه في الاصطلاح وهل كل أمر مكروه يكرهه الله"، إسلام ويب، 6/4/2011، اطّلع عليه بتاريخ 31/10/2021. بتصرّف.
  8. عبد الكريم النملة، المهذب في علم أصول الفقه المقارن، صفحة 287. بتصرّف.
  9. محمد مصطفى الزحيلي، الوجيز في أصول الفقه الإسلامي، صفحة 370-371. بتصرّف.