معنى إعفاء اللحية

يُقصد باللحية: الشعر النابت على جانبي الوجه والذقن والخدَّين،[١] وإعفاء اللحية هو: إطلاقها وتركها وعدم الأخذ منها أو إزالتها، فيُقال: أعفى لحيته؛ أي أنّه تركها حتى تزيد وتكثر، قال ابن الأثير -رحمه الله-: (أن يوفّر شعرها ولا يُقصّ كالشوارب، من عفا الشيء، إذا كَثُر وزاد، يقَال: أعفيته وعفّيته).[٢]


ما حكم إعفاء اللحية؟

اختلفَ العلماء في حكم إطلاق وإعفاء اللحية وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٣]

  • جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة وبعض الشافعية: قالوا بوجوب إطلاق اللحية وتحريم حلقها، واستدلوا بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: (خالِفُوا المُشْرِكِينَ أحْفُوا الشَّوارِبَ، وأَوْفُوا اللِّحَى)،[٤] وقوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (جُزُّوا الشَّوارِبَ، وأَرْخُوا اللِّحَى خالِفُوا المَجُوسَ)،[٥] وغيرها من الأحاديثِ الصحيحةِ الواردة في إعفاء اللحى اعتمادًا على إطلاق النصوص: (أطلقوا، أعفوا...)،[٦] وقال ابن تيمية -رحمه الله-: (يحرّم حلق اللحى)، وقال الحطاب في مواهب الجليل: (حلق اللحية لا يجوز وكذلك الشارب، وهو مُثلة وبدعة، ويؤدَّب من حلق لحيته أو شاربه إلّا أن يريد الإحرام بالحجّ ويخشى طول شاربه).
  • المتأخرون من الشافعية: قالوا باستحباب إعفاء اللحية، ويرون أنّ الحلْقَ والأخذَ من اللحيةِ مكروهٌ.


ما حكم تخفيف اللحية والأخذ منها؟

اختلف العلماء في تخفيف اللحية والأخذ منها وتهذيبها دون حلقها كلّها، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما فيما يأتي:[٦][٧]

  • جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة: قالوا بجواز الأخذ من اللحية إن زاد طولها كثيراً وتسبّبت بالحرج لصاحبها، استدلوا بفعلِ ابن عمرَ-رضيَ الله عنْهما- أنَّه كان إذا حجَّ أو اعتمر قبض على لحيته فما زاد أخذه.
  • الشافعية: قالوا بكراهة الأخذ منها في غير النُسك من الحجّ والعُمرة؛ لإطلاق النصوص الواردة في الإعفاء: (خالفوا، أرخوا، أطلقوا)، فكلها بصيغة الأمر والأمر يفيد الوجوب، ومخالفته يعني التحريم وعدم الجواز، وقالوا باستحباب الأخذ منها في الحجّ والعُمرة.


ما حكم حلق اللحية للمضطر؟

أجاز العلماء حلقَ اللحيةِ وتخفيفها في حال وجود مرضٍ جسدي أو نفسي يتعلّق بها، على أن يكونَ ذلكَ بإشرافِ طبيبٍ ثقةٍ مسلمٍ يغلبُ على ظنهِ أنَّ الحلقَ والتقصيرَ سببٌ للشفاءِ، وقد اعتبره علماء الفقه من الضرورةِ ورفعِ الحرجِ، استدلالاً بقوله -عزَّ وجلَّ- في كتابهِ العزيزِ: (وَقَد فَصَّلَ لَكُم ما حَرَّمَ عَلَيكُم إِلّا مَا اضطُرِرتُم إِلَيهِ)،[٨] وقوله أيضاً: (وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ).[٩][١٠]


ما حكم صبغ اللحية؟

يُسنُّ صبغُ اللحيةِ مع الحرص على تجنبُ اللون الأسودِ، استدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم-: (إن اليهودَ والنصارى لا يَصبُغون فخالِفوهم)،[١١] واستدلالاً أيضاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (أُتِيَ بأَبِي قُحَافَةَ يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: غَيِّرُوا هذا بشيءٍ، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ).[١٢][١٣]

المراجع

  1. [مجموعة من المؤلفين]، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 222. بتصرّف.
  2. مجموعة من الفقهاء (20/4/2020)، "معنى إعفاء اللحى"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 21/9/2021. بتصرّف.
  3. مجموعة من العلماء (10/12/2009)، "مذاهب العلماء في حكم إعفاء اللحية"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/9/2021. بتصرّف.
  4. رواه الإمام مسلم ، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:259، صحيح .
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:260، صحيح.
  6. ^ أ ب [حسن أبو الأشبال الزهيري]، كتاب شرح صحيح مسلم، صفحة 18. بتصرّف.
  7. دبيان محمد الدبيان (10/9/2012)، "حكم الأخذ من اللحية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/10/2021. بتصرّف.
  8. سورة الأنعام، آية:119
  9. سورة النور، آية:61
  10. مجموعة من العلماء (25/12/2013)، "يجوز حلق اللحية أو تخفيفها إذا اقتضى العلاج ذلك"، إسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 21/9/2021. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3462، صحيح.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2102، صحيح.
  13. الشيخ ابن باز، "حكم صبغ اللحية بالسواد "، الموقع الرسمي للشيخ الإمام ابن باز لاحمه الله، اطّلع عليه بتاريخ 21/9/2021. بتصرّف.