ما حكم الزنا؟

الزنا فعلٌ قبيحٌ مذمومٌ وكبيرةٌ من كبائر الذنوب التي حرّمها الله -عزّ وجلّ- تحريماً قطعياً، قال -تعالى-: (وَلا تَقرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبيلًا)،[١] وقال أيضاً: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا)،[٢] وثبت تحرم الزنا أيضاً في السنة الصحيحة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إذ قال: (لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهو مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهو مُؤْمِنٌ)،[٣] وقد حرّم الله -عزّ وجلّ- كلَّ ما يؤدي إلى الوقوع بالزنا؛ كتحريمه النَّظر إلى العورات وغيرها ممّا لا يجوز النظر إليه، قال اللهُ -تعالى- آمراً بغضّ البصر: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ).[٤][٥]


حد وعقوبة الزنا

حذّر الله -عزّ وجلّ- من ارتكاب الزنا ورتّب أشدّ العقوبات على ارتكابه، فيما يأتي بيانها:[٦]

  • عقوبة الزاني غير المتزوّج: يُجلدَ مرتكب الزاني إن كان غير متزوّجٍ ثمانينَ جلدةً، قال الله -عزّ وجلّ- في كتابه العزيز: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ).[٧]
  • عقوبة الزاني المتزوّج: يُرجم الزاني إن كان متزوّجاً حتى الموت، استدلالاً بما ثبت في السنة المتواترة وإجماع الأمّة، أخرج البخاري في صحيحهِ عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أَتَى رَجُلٌ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في المَسْجِدِ فَناداهُ، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي زَنَيْتُ، فأعْرَضَ عنْه، فَلَمَّا شَهِدَ علَى نَفْسِهِ أرْبَعًا قالَ: أبِكَ جُنُونٌ؟، قالَ: لا، قالَ: اذْهَبُوا به فارْجُمُوهُ. قالَ ابنُ شِهابٍ: فأخْبَرَنِي مَن سَمِعَ جابِرَ بنَ عبدِ اللَّهِ قالَ: كُنْتُ فِيمَن رَجَمَهُ بالمُصَلَّى).[٨]


الحكمة من تحريم الزنا

تترتّب العديد من المفاسد والمضار على الأفراد والمجتمعات بسبب ارتكاب فاحشة الزنا، وقد حرصت الشريعة الإسلامية على صيانة المجتمع الإسلامي من كلّ ما يؤدي إلى فساده والإضرار به، فكان الزنا من الكبائر التي حرّمها الله -عزّ وجلّ-، ويُذكر من فوائد وحِكم تحريمه ومنعه:[٩]

  • حماية وحفظ أعراض المسلمين من الانتهاك والاعتداء عليها.
  • حفظ الأنساب من الاختلاط.
  • موافقة الفطرةِ الإنسانية في العديد من الجوانب؛ كالغِيرة على الأعراض وإنكار الزنا.
  • حماية المجتمع من المفاسد والأضرار والأمراضِ المختلفة التي تنشأ في المجتمع وتنتشر بسبب انتشار رذيلة الزنا، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مخاطباً المهاجرين من المسلمين ومحذّراً إيّاهم من ارتكاب الزنا: (يا مَعْشَرَ المهاجرينَ خِصالٌ خَمْسٌ إذا ابتُلِيتُمْ بهِنَّ، وأعوذُ باللهِ أن تُدْرِكُوهُنَّ: لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ؛ حتى يُعْلِنُوا بها؛ إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا...).[١٠]

المراجع

  1. سورة الإسراء، آية:32
  2. سورة الفرقان، آية:68
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6782، صحيح.
  4. سورة النور، آية:30
  5. الشيخ ابن باز (8/1/1413)، "جريمة الزنا والخلاص من آثاره"، الموقع الرسمي لسماحة الشيخ ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 20/9/2021. بتصرّف.
  6. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 5362-5362. بتصرّف.
  7. سورة النور، آية:2
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7167، صحيح.
  9. محمد المختار الشنقيطي، كتاب شرح زاد المستقنع للشنقيطي، صفحة 4. بتصرّف.
  10. رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:7978، صحيح.