ما حكم الزواج عن حب؟

الحب قبل الزواج لا يخلو من حالتين، ولكلٍ منهما حكمه بيانهما آتيًا:[١]

  • جواز الحب قبل الزواج: أن يكون الحب الذي يسبق الزواج لم يتعدّ الشّرع؛ فلا يكون للإنسان كسبٌ فيه ولا يسعى إليه بحيث لم يتساهل صاحباه في الوقوع بالمعاصي من نظرٍ محرمٍ أو مواعدةٍ وغير ذلك، فإن نوى الرجل الارتباط الحلال بهذه المرأة فإنّه يُرجى أن يكون هذا الزواج لا بأس به بل الرجل مأجورٌ مُثاب على عفته وخشيته من الله تعالى، لما روي عن ابن عبّاس -رضي الله عنه-، عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (لم نَرَ لِلْمُتحابَّينِ مِثلَ النِّكاحِ).[٢]
  • تحريم الحب قبل الزواج: أن يكون هذا الحب من كسب الإنسان وسعيه فيكون هذا الحبٌ ناتجٌ عن علاقةٍ غيرٍ شرعيةٍ؛ كأن يكون فيه لقاءات محرمّة، وكلام فاحشٌ وقبلاتٌ وغير ذلك من أفعال محرمّة، فلا شكّ في أنّ هذا النوع من الفعل محرمٌ ولو كانت النيّة الزواج، لأنّ هذه الأفعال المحرمة لا يُبيحها نية الزواج، ومن طلب توفيق الله تعالى في زواجه لم يبنه في الحرام الذي قد يكون سببًا في غضب الله عليه، قال تعالى: (أَفَمَن أَسَّسَ بُنيانَهُ عَلى تَقوى مِنَ اللَّـهِ وَرِضوانٍ خَيرٌ أَم مَن أَسَّسَ بُنيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانهارَ بِهِ في نارِ جَهَنَّمَ وَاللَّـهُ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ).[٣]


ما حدود التعامل بين المرأة والرجال غير المحارم؟

الاختلاط المسموح به شرعًا بين الرجل والمرأة الأجانب هو ما تُؤمن معه الفتنة، ويكون ذلك بتحقيق الالتزام بضوابط الشّرع المأمور بها، من تجنّب الخلوة بينهما، وتجنّب الخضوع بالقول، والتزام المرأة بحجابها، وغضّ البصر من كلا الطرفين، أمّا الاختلاط بين الطرفين الذي لا تُراعى فيه ضوابط الشرع؛ فهو باب شرٍ وفسادٍ يعود على المجتمع بالكثير من المفاسد والبلايا، فإنّ ما يحصل بين الرجال والنساء من مزاحٍ وكلامٍ دون حاجةٍ فذلك غير جائزٍ قطعًا، وقد حذّر الشرع بنصوصٍ كثيرةٍ من فتنة النّساء، فعن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- عن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال:"ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أضَرَّ علَى الرِّجالِ مِنَ النِّساءِ[٤] فمن تجاوز حدود الشّرع بتجاوزالضوابط الشرعية المنصوص عليها في الكتاب والسنّة فيترتّب عليه الإثم بسبب فعله، فالجدير بالمسلم التزام أوامر الله -سبحانه- وعدم تجاوزها بأيّ حالٍ.[٥][٦]


وإن وقع المسلم بالذنب وجبت عليه التوبة الصادقة بالإقبال على الله -سبحانه- وطلب الإعانة منه في التزام أوامره، مع التضرّع والتذلّل إليه، وتذكّرم أعدّ من العذاب والعقاب، فإنّ ذلك من الوسائل التي تُعينه على التخلّص من تلك المعصية والتحرّر منها، فالمسألة تحتاج إلى صدقٍ في التوبة والرجوع إلى الله، وإلى قوةٍ في العزيمة والإرادة، وزيادةٍ في الإيمان والأعمال الصالحة، وعدم الرجوع إلى الذنب السابق أبداً.[٥][٦][٧]


المراجع

  1. %1$s&ampshare=https://www.islamweb.net/ar/fatwa/4220/ "الحب قبل الزواج وحكمه."، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 19/12/2021. بتصرّف.
  2. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج زاد المعاد، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:4/250، صحيح.
  3. سورة التوبة، آية:109
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسامة بن زيد، الصفحة أو الرقم:5096، صحيح.
  5. ^ أ ب %1$s&ampshare=https://www.islamweb.net/ar/fatwa/123714/ "حدود التعامل المسموح به بين الجنسين في الوظائف المختلطة"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 7/1/2022. بتصرّف.
  6. ^ أ ب %1$s&ampshare=https://islamqa.info/ar/answers/131006/الحب-والمراسلة-قبل-الزواج-ودعوى-عدم-القدرة-على-قطع-العلاقة "الحب والمراسلة قبل الزواج ودعوى عدم القدرة على قطع العلاقة"، اسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 7/1/2022. بتصرّف.
  7. الشيخ صلاح نجيب الدق (25/7/2018)، "التوبة الصادقة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 9/1/2022. بتصرّف.