ما حكم الضحك في الصلاة؟

الضحك في الصلاة يُبطلها إن كان بصوتٍ وإن ظهر منه حرفان أو أكثر؛ كحرف الألف أو الهاء، ومَن غلب عليه الضحك، بحيث لم يستطع ردّه أو كتمه؛ فهو معذورٌ وصلاته لا تبطل، قال الإمام ابن قدامة -رحمه الله-: "وإن ضحك فبان حرفان: فسدت صلاته، وكذلك إن قهقه ولم يكن حرفان، وبهذا قال جابر بن عبد الله وعطاء ومجاهد والحسن وقتادة والنخعي والأوزاعي والشافعي وأصحاب الرأي، ولا نعلم فيه مخالفاً"، مع الإشارة إلى أنّ الجدير بالمصلّي أن يستشعر أنّه واقفٌ بين يدي الله -سبحانه-، وأنّه -تعالى- ينظر إليه، وأن يتفكّر ويتدبّر فيما يقرأ ويفعل في صلاته.[١]


ما حكم القهقهة في الصلاة؟

اختلف أهل العلم من الفقهاء في حكم نقض القهقهة للوضوء في الصلاة على أقوال آتيًا بيانها:[٢]

  • جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة: ذهبوا إلى أنّ القهقهة في الصلاة تفسد الصّلاة لكنّها لا تنقض الوضوء، إلّا أنّ الشافعية قالوا باستحباب الوضوء من القهقهة.
  • الحنفية: ذهبوا إلى أنّ القهقهة إن استمرت في صلاةٍ كاملةٍ فإنّها بذلك تفسد الصلاة وتنقض الوضوء، وإلى ذلك ذهب أيضاً الحسن والنخعي والثوري.


ما حكم التبسم في الصلاة؟

ذهب الأئمة الأربعة وغيرهم من أهل العلم إلى أنّ التبسم لا يفسد الصلاة ولا يقطعها؛ لأنّه عملٌ يسيرٌ فحكم معه بعدم فساد الصّلاة، إلّا أنّ ابن سيرين حكم بفساد الصّلاة بالتبسم وحجته أنّ التبسم من الضحك ودليل ذلك قول الله -تعالى-: (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا)،[٣] قال ابن قدامة: "وأكثر أهل العلم على أن التبسم لا يفسدها -أي لا يفسد الصلاة-"، وقال الإمام النوويّ أيضاً: "قال أكثر العلماء: لا بأس بالتبسّم".[٤]


ما حكم الحركة في الصلاة؟

الحركة في الصلاة نوعان: إما أن تكون من جنس الصلاة كالركن والواجب والمستحب، وإما أن تكون من خارج جنس الصلاة، وحكم الحركة التي ليست من جنس الصلاة تجري فيها أحكامًا بيانها آتيًا:[٥]

  • الحركة المباحة: وهي الحركات الجائزة في الصلاة، وأنواعها: الحركة القليلة لحاجةٍ ما، والحركة الكثيرة المتوالية أو غير المتواليةٍ اضطراراً.
  • الحركة المكروهة: وهي أن تكون الحركة اليسيرة لغير حاجة فتُكره ولا تبطل الصلاة بها، وهو قول جماهير الفقهاء من المذاهب الأربعة وغيرهم من أهل العلم. واستدلوا بعدة أدلة منها ما رُوي عن أبي بكرة رضي الله عنه أنَّهُ دخلَ المسجدَ والنَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ راكعٌ فرَكَعَ دونَ الصَّفِّ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: "زادَكَ اللَّهُ حرصًا ولا تَعُدْ"[٦]. ووجه الدلالة من الحديث أن أبا بكرة خطا خطوات حتى دخل في الصف فنهاه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فعله ولم يأمره بإعادة الصلاة.
  • الحركة الواجبة: وهي الحركة القليلة التي يتوقف عليها صحة الصلاة. وهو قول جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة، كمن كان في نعله نجاسة فخلعه، أو توجه للقبلة الصحيحة أثناء صلاته.
  • الحركة المستحبة: وهي الحركة اليسيرة التي يفعلها المصلّي لتحقيق الكمال في صلاته.
  • الحركة المحرمة: وهي الحركة الكثيرة المتوالية في الصلاة، فتبطل الصلاة بسببها.

المراجع

  1. محمد صالح المنجد (27/8/2016)، "يعاني من كثرة الضحك في الصلاة"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 6/1/2022. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 349. بتصرّف.
  3. سورة النمل، آية:19
  4. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 322-323. بتصرّف.
  5. "أحكام الحركة التي ليست من جنس الصلاة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022. بتصرّف.
  6. رواه الالباني، في صحيح النسائي، عن ابو بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:870.