إنّ الصلاة من أعظم العبادات وأجلّها؛ فهي عامود الدين، وثاني ركنٍ من أركان الإسلام الخمسة بعد الشهادتين، وأوّل ما يُسأل عنه الإنسان ويحاسب عليه يوم القيامة؛ لما رُوي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من قوله: "إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه، فإن صلحَتْ فقد أفلح وأنجح، وإن فسدَتْ فقد خاب وخسر، وإن انتقَص من فريضتِه قال اللهُ تعالى: انظروا هل لعبدي من تطوُّعٍ يكمل به ما انتقص من الفريضةِ؟ ثم يكون سائرُ عملِه على ذلك"،[١] كما أنّ الصلاة صلةٌ بين المسلم وربّه، وقد حذّر الله تعالى من السهو عنها أو تضييعها؛ فقال في كتابه الكريم: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)،[٢][٣] وآتيًا في هذا المقال حديثٌ عن حكم تارك الصلاة سواءً كان تركه لها جحودًا أو كان تركه لها تهاونًا.


حكم تارك الصلاة

لتارك الصلاة حالتان؛ فإما أن يتركها كسلًا وتهاونًا أو أن يتركها جحودًا ونكرانًا، وآتيًا بيانٌ لحكم الحالتين وآراء العلماء فيها آتيا.


الحالة الأولى: حكم من ترك الصلاة جحودًا

أجمع العلماء على أنّ من ترك الصلاة جحودًا لفرضيّتها ونكرانًا لها؛ فإنّه مرتكبٌ لكبيرةٍ من كبائر الذنوب؛ لإنكاره ما هو معلومٌ من الدين بالضرورة، وكذا لو جحد ركنًا أو شرطًا منها، فيكون في هذه الحالة مستحقًّا للعقاب الدنيويّ والأخرويّ، واستثنى الشافعية والحنابلة من أنكر الصلاة جاهلًا بحكمها؛ لقرب عهده بالإسلام ونحوه؛ فإنّه يُعذر بجهله، ويُعرَّف بوجوبها.[٤]


الحالة الثانية: حكم من ترك الصلاة تهاونًا وتكاسلًا

اختلف العلماء في حكم من ترك الصلاة كسلًا وتهاونًا على أقوالٍ؛ ومذهب الحنفية أنّ الذي ترك الصلاة متعمِّدًا تكاسلًا وتقصيرًا لكنّه غير منكرٍ لفرضيّتها؛ فإنّه فاسقٌ، يجب في حقّه التعزير، ويحبس حتّى يتوب.[٤]


حكم من نام عن صلاة أو نسيها

من نام عن صلاة أو نسيها حتى خرج وقتها، ففرض عليه أن يصليها حين يستيقظ وحين يتذكرها، لما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي عليه السلام قال: "مَنْ نسِيَ صلاةً، أو نام عنها، فكفَّارتُها أن يُصلِّيَها إذا ذكَرَها".[٥][٦]


المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:540، صحيح لغيره.
  2. سورة الماعون، آية:4-5
  3. "مكانة الصلاة في الإسلام"، الإسلام سؤال وجواب. بتصرّف.
  4. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 53.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بم مالك رضي الله عنه، الصفحة أو الرقم:597.
  6. "حكم من نسي صلاة او نام عنها"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 4/12/2021. بتصرّف.