حكم سجود التلاوة
ذهب جمهور الفقهاء من المالكيّة والشافعيّة والحنابلة وهو قول بعض أهل العلم إلى سُنِّيِة سجود التلاوة لتالي القرآن الكريم ومستمعه، واستدلّوا بأدلةٍ عدَّةٍ، منها ما روي عن أبي هُرَيرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: "إذا قرأ ابنُ آدَمَ السجدةَ فسجَدَ، اعتزلَ الشيطانُ يَبكي، يقول: يا وَيْلَهْ! أُمِر ابنُ آدَمَ بالسجود فسَجَدَ؛ فله الجَنَّة، وأُمرتُ بالسجود فعصيتُ؛ فلي النَّار"،[١] وروي عن زَيدِ بن ثابتٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- أنّه قال: "قرأتُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وَالنَّجْمِ، فلَمْ يسجدْ فيها"؛[٢] فدلّ حديث زيد بن ثابت -رضي الله عنه- وحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- على أنّ سجود التلاوة ليس واجبًا؛ وذلك لأنّه لو كان واجبًا لم يكن زيدٌ ليتركه، ولا تركه النبيّ صلى الله عليه وسلم. [٣][٤]
حكم سجود التلاوة في أوقات النهي
اختلف أهل العلم في حكم سجود التلاوة في الأوقات المنهيّ عن الصلاة فيها على قولين، وآتيًا بيانهما:[٣]
- القول الأول: جواز سجود التلاوة في أي وقتٍ، وهو مذهب الشافعيّة وروايةٌ عن الإمام أحمد واختيار ابن تيمية وبعض أهل العلم، فيجوز سجود التلاوة حتى في أوقات النهيّ عن الصلاة.
- القول الثاني: عدم جواز سجود التلاوة في أوقات النهي، وهو مذهب الجمهور من الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة؛ وذلك لعموم الأدلة الواردة في النهي عن الصلاة في تلك الأوقات.
حكم الطهارة في سجود التلاوة
اختلف العلماء في اشتراط الطهارة من عدمها في سجود التلاوة على قولين، وآتيًا بيانهما:[٥]
- القول الأول: ذهب فقهاء المذاهب الفقهيّة الأربعة إلى القول بأنّ الطهارة شرطٌ لسجود التلاوة ولا تصح إلّا بها، واستدلّوا بما رُوي عن عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ -رضي الله عنهما- عنِ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أنّه قال: "لا يَقْبَل اللهُ صَلاةً بغَيرِ طُهورٍ"،[٦] ووجه الدلالة من الحديث؛ أنّه سجودٌ فيشترط الطهارة له كما في سجود السهو.
- القول الثاني: أنّه لا تشترط الطهارة لسجود التلاوة، وهو قول بعض أهل العلم واختاره البخاريّ وابن حزم وابن تيمية وغيرهم، واستدلّوا بأنّه لا يوجد في أحاديث سجود التلاوة ما يدلّ على اشتراط الطهارة، كما أنّه كان يسجد من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ممّن كان يحضر قراءته عليه الصلاة والسلام، ولم ينقل عنه أنّه أمر أحدًا بالوضوء.
حكم التكبير لسجود التلاوة خارج الصلاة
اختلف أهل العلم في حكم التكبير للخفض والرفع لسجود التلاوة خارج الصلاة على قولين، وآتيًا بيانهما:[٧]
- القول الأول: وهو قول المذاهب الأربعة، بأنّ التكبير لسجود التلاوة خارج الصلاة سنَّةٌ؛ قياسًا على سجدة الصلاة.
- القول الثاني: وهو قول بعض الحنابلة، وفي رواية عن الحنفية وبعض أهل العلم، بأنّه يكبّر للخفض فقط ولا يكبّر للرفع؛ لعدم ورود نصٍّ يدلّ على التكبير عند الرفع من سجود التلاوة.
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:81، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، الصفحة أو الرقم:1072.
- ^ أ ب "حكم سجود التلاوة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 3/12/2021. بتصرّف.
- ↑ "حكم سجود التلاوة"، اسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 3/12/2021. بتصرّف.
- ↑ "حكم الطهارة في سجود التلاوة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 4/12/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:224، صحيح.
- ↑ "حكم التكبير لسجود التلاوة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 4/12/2021. بتصرّف.