ما حكم سجدة الشكر؟

اختلف أهل العلم في مشروعية سجود الشكر على ثلاثة أقوال:[١][٢]

  • الشافعية والحنابلة: ذهبوا إلى استحباب سجود الشكر عند تجدد النعم وزوال النقم، وهو قول ابن تيمية وابن القيم والقرطبي والصنعاني والشوكاني وغيرهم واستدلوا بما ورد عنِ البَراءِ بنِ عازبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- قال: (بعَثَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خالدَ بنَ الوليدِ إلى اليمنِ يَدعوهم إلى الإسلامِ ، فذَكَر الحديثَ في بعثِه عليًّا، وإقفاله خالدًا، ثم في إسلامِ هَمْدان، قال: فكتَب عليٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بإسلامِهم، فلمَّا قرأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الكتابَ خرَّ ساجدًا، ثم رفَع رأسَه، فقال: السَّلامُ على هَمْدان ، السَّلامُ على هَمْدان)،[٣] وبما ورد عن كعبُ بن مالكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- وهو يَحكي قِصَّة توبتِه : (فبَيْنا أنا جالسٌ على الحالِ التي ذَكَر اللهُ ؛ قد ضاقتْ عليَّ نفْسي، وضاقتْ عليَّ الأرضُ بما رَحُبتْ، سمعتُ صوتَ صارخٍ، أَوْفَى على جبلِ سَلْعٍ بأَعْلى صوتِه: يا كعبُ بنَ مالكٍ، أَبْشِر، قال: فخررتُ ساجدًا، وعرفتُ أنْ قد جاء فرَجٌ، وآذنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بتوبةِ اللهِ علينا حين صَلَّى صلاة الفجرِ، فذَهَبَ الناسُ يُبشِّرونَنا)،[٤] ووجه الدلالة من الحديث قول الصحابي -رضي الله عنه-: " فخررت ساجدًا " فدلّ ذلك على مشروعية سجود الشكر والنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لم يُنكر عليه.
  • المالكية: قالوا إنّ سجود الشكر مكروهٌ كراهةً تحريميةٍ.
  • أبو حنفية: ذهب إلى أنّ سجود الشكر مكروهٌ كراهةً تنزيهيةً.


ما حكم الطهارة لسجدة الشكر؟

اختلف أهل العلم في حكم الطهارة لأداء سجود الشكر، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٥]

  • الشافعية وبعض الحنفية وبعض المالكية وأكثر الحنابلة: قالوا إنّه يُشترط لسجود الشكر ما يشترط لصلاة النافلة بما في ذلك الطهارة.
  • بعض المالكية وأكثر المحقّقين: ومنهم: ابن جرير الطبري، وابن حزم، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، والشوكاني، والصنعاني، ورجحّه كثير من المعاصرين، منهم: الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، قالوا إنّه لا تُشترط الطهارة لسجود الشكر، والقول باشتراط الطهارة لسجود الشكر يحتاج إلى دليلٍ، واستدلالاً بما ورد في حديث أبي بكرة نُفَيع بن الحارث -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (أنَّهُ كانَ إذا جاءَهُ أمرُ سرورٍ أو بشِّرَ بِهِ خرَّ ساجدًا شاكرًا للَّهِ)،[٦] وغيره من الأحاديث التي ورد فيها أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يسجد فيها للشكر ولم يكن يتطهّر له، ولأنّ سجود الشكر يأتي فجأةً وقد يكون على غير طهارةٍ، فإذا أراد أن يتوضأ أو يغتسل فقد يتأخّر سجود الشكر عن سببه.


المراجع

  1. "سجود الشكر.. مذاهب العلماء فيه.. وسببه. ومشروعية الدعاء في جميع الأحوال"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6/12/2021. بتصرّف.
  2. "حكم سجود الشكر"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 6/12/2021. بتصرّف.
  3. رواه ابن دقيق العيد، في الإلمام بأحاديث الأحكام، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:1/123.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن مالك، الصفحة أو الرقم:4418.
  5. %1$s&ampshare=https://islamqa.info/ar/answers/140804/هل-لسجود-الشكر-شروط "حكم الطهارة لسجود التلاوة"، اسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 6/12/2021. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح ابي داود، عن ابو بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:2774.