ما حكم شتم الزوجة؟

يحرُم على الزوج أن يقوم بشتم زوجته، فلا ينبغي له أن يهين زوجته ويشتمها بألفاظ غير لائقة، وأن يسبّها ويلعنها، والواجب على كلٍّ من الزوجين معاملة الآخر بالمعروف، والمعاشرة الطيبة، وحفظ اللسان عما لا ينبغي، والحذر من سوء الخلق من سبٍ وشتمٍ وغيره؛[١] لأن الأصل في المعاشرة بين الزوجين أن تكون بالمعروف والبر والإحسان، قال الله -عزّ وجلّ-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)،[٢] وقوله -جلّ وعلا-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)،[٣] فشتم الزوجة وإهانتها وسبّها هو من سوء العشرة، فإن كره الزوج من زوجته خلقاً فيجب عليه أن يقوم بالتدبير الشرعي اللازم في إصلاح زوجته وتأديبها.[٤]


ومما ينبغي التنبّه إليه أن إهانة المسلم بالسبّ والشتم من كبائر الذنوب، وأعظم المحرمات، وأسوء المخالفات، وهي من الخصال التي توجب الفسق لصاحبها؛ لقول -صلى الله عليه وسلم-: (سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وقِتَالُهُ كُفْرٌ)، وقد قال أهل العلم أن التحريم يشتد والإثم يزداد إذا وقع الشتم والسبّ للقريب، والزوجة من أقرب الناس لزوجها؛ لما لها من حق زائد على الزوج عن الحقوق الواجبة لعموم المسلمين.[٥]



ما حكم هجر الزوجة؟

يحرم على الزوج أن يهجر زوجته لغير سبب مشروع، إلا في حالة واحدة، وهي نشوزها؛ أي خروجها عن طاعة زوجها، تمرداً وعصياناً بلا مسوّغ، قال الله -تعالى-: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)،[٦] واشترط أهل العلم لجواز الهجر في حالة النشوز أن يسبقه الوعظ والتذكير وتليين قلبها بفضل حسن العشرة وطاعة زوجها، وتخويفها من العقاب المترتب على عصيانه واستحقاقها الإثم لمخالفته، فإن لم تستجب لجأ إلى هجرها في الفراش وعدم مجامعتها.[٧]


ما حكم ضرب الزوجة؟

يحرم على الزوج أن يقوم بضرب زوجته بغير حقّ، فلا يجوز إيذاء الزوجة بأي نوع من الإيذاء الحسي والمعنوي، ما دامت مطيعة، حيث إن المعاشرة بالمعروف التي يجب أن تكون بين الزوجين تتنافى مع الإيذا والضرب،[٨] حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أكْملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهُم خلقًا . وخيارُكُم خيارُكُم لنسائِهِم)،[٩] وقد اتفق أهل العلم على جواز ضرب الزوجة في حالة واحدة فقط، بشروط وضوابط معينة، وهي حالة نشوز الزوجة، ويشترط لضرب الزوجة في هذه الحالة عدة شروط، وهي:[١٠]

  • عدم البدء بالضرب أولاً؛ فيجب أن يسبقه الوعظ والإرشاد، فيقوم بتأديبها بالكلام الطيب، ووعظها برفقٍ ولينٍ، وتذكيرها بالثواب المترتب على طاعته، والعقاب المترتب مخالفته ونشوزها.
  • إذا لم تستجب للوعظ يقوم الزوج بهجرها في الفراش فلا يضاجعها.
  • إذا لم تستجب للهجر يجوز له أن ينتقل إلى الضرب؛ بشرط أن يكون سبباً لإصلاحها وتأديبها، وأن يكون الضرب غير مبرح؛ أي ليس شديداً ومؤذياً، كضربها بالسواك، وألا يكون الضرب على وجهها، وألا يشتمّها أثناء الضرب، فإن حصل المقصود وجب عليه أن يكف عن ذلك.[١١]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 6801. بتصرّف.
  2. سورة النساء، آية:19
  3. سورة البقرة، آية:228
  4. "خصام المرأة لزوجها لأنه يسبها"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2022. بتصرّف.
  5. "حكم سب الزوجة وإهانتها وضربها بغير حق"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2022. بتصرّف.
  6. سورة النساء، آية:34
  7. محمد إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 164-165. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 13484. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1162، حسن صحيح.
  10. "حكم ضرب الزوجة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2022. بتصرّف.
  11. أمة الله بنت عبد المطلب، رفقاً بالقوارير نصائح للأزواج، صفحة 62. بتصرّف.