ما حكم شراء القطط؟

اختلف أهل العلم في حكم بيع وشراء القطط على قولين : [١][٢]

  • الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة: قالوا بجواز بيع القطط، لأنّها طاهرة ومنتفع بها، فيُباح بيعها وأخذ العِوض عنها، وكذا يجوز بذل المال لأجل الانتفاع بها، وحملوا النهي الوارد قول النبي صلى الله عليه وسلم: "سَأَلْتُ جَابِرًا، عن ثَمَنِ الكَلْبِ وَالسِّنَّوْرِ؟ قالَ: زَجَرَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن ذلكَ"[٣]، على الكراهة التنزيهية، وقيّد الشافعية حكم الجواز بالقطط الأهلية، أمّا القطط الوحشية فلا يجوز بيعها عندم؛ لانعدام المنفعة منها،
  • أبو هريرة ومجاهد وطاووس وجابر بن زيد: ذهبوا إلى أنّ بيع القطط مكروه؛ لنهي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن ثمنها وحملوا النّهي الوارد على الكراهة، ولأنّ أكل لحمها مكروه فكُره بيعها، وقد ورد عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نَهى عن ثَمَنِ الكَلبِ والسِّنَّورِ).[٤]
  • الظاهرية: قالوا بحُرمة بيع القطط وشراؤها؛ لنهي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن ثمنها والأصل في النهي أنّه يفيد التحريم.


ما حكم تربية القطط في البيوت؟

يجوز تربية القطط في البيوت إذا كان ذلك لغرضٍ معتبرٍ شرعاً، كأن تكون تربيتها لدفع أذى بعض حيوانات كالفئران والأفاعي غيرها، وينبغي لمَن أراد تربيتها أن يعتني بها ويُطعمها ولا يتركها تأكل من خشائش الأرض، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، ولَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِن خَشَاشِ الأرْضِ).[٥][٦]


ما حكم طهارة القطط؟

لا تتعارض تربية القطط مع الطهارة لأنها ليست نجسةً، فقد اتفق فقهاء المذاهب الأربعة من الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة على أنّها طاهرة، إلّا أنّ الحنفية قالوا بأنّ الهرّ طاهرٌ مكروهٌ، وعلى ذلك فإنّه يجوز الشرب من بعدها أو الوضوء به، ودليل طهارتها ما ورد عن كبشة بنت كعب بن مالك حينما كانت عند ابن أبي قتادة: (أنَّ أبا قتادةَ دخلَ علَيها، قالت: فسَكَبتُ لَهُ وضوءًا، قالت: فَجاءت هرَّةٌ تَشربُ، فأصغَى لَها الإناءَ حتَّى شَرِبت، قالَت كَبشةُ: فرآني أنظرُ إليهِ، فقالَ: أتَعجبينَ يا بنتَ أخي؟ فقلتُ: نعَم، قالَ: إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: إنَّها ليسَت بنجَسٍ، إنَّما هيَ مِنَ الطَّوَّافينَ عليكُم، أوِ الطَّوَّافاتِ).[٧][٨][٩]


ما حكم بول القطط؟

نصّ العلماء على نجسة بول القطط وخراؤها نجس، فإن بَالَ القط على الثوب أو في الإناء فإنّه ينجس ويجب تطهيره، ويكون ذلك كتطهير بقية النّجاسات من إزالة النجاسة وصبّ الماء على موضع النجاسة، كما ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (أنَّ أعْرَابِيًّا بَالَ في المَسْجِدِ، فَقَامُوا إلَيْهِ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تُزْرِمُوهُ ثُمَّ دَعَا بدَلْوٍ مِن مَاءٍ فَصُبَّ عليه).[١٠][١١]

المراجع

  1. "حكم شراء القطط"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2021. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 267-266. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن محمد بن مسلم المكي أبو الزبير، الصفحة أو الرقم:1569.
  4. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:3479، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3318، صحيح.
  6. "تربية القطط في المنزل جائزة"، إسلام ويب، 10/6/2001، اطّلع عليه بتاريخ 6/1/2022. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:92، صحيح.
  8. %1$s&ampshare=https://www.islamweb.net/ar/fatwa/2024/ "تربية القطط في المنزل جائزة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8/12/2021. بتصرّف.
  9. "المطلب الرَّابع: الهِرُّ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6025، صحيح.
  11. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 265. بتصرّف.