ما حكم وضع اليد على الخد؟

بيّن العلماء حكم وضع اليد على الخد بالتفصيل بحسب كلّ حالةٍ من حالات وضعها على الخد، وفيما يأتي حكم وضعها بسبب الغضب والحزن، وبسبب النوم، وبسبب النياحة تفصيلاً:


حكم وضع اليد على الخد للغضب والحزن

يجوز وضع اليد على الخد للغضب والحزن، استدلالاً بفعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، إذ أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (صَلَّى بنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إحْدَى صَلَاتَيِ العَشِيِّ -قَالَ ابنُ سِيرِينَ: سَمَّاهَا أبو هُرَيْرَةَ ولَكِنْ نَسِيتُ أنَا- قَالَ: فَصَلَّى بنَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَامَ إلى خَشَبَةٍ مَعْرُوضَةٍ في المَسْجِدِ، فَاتَّكَأَ عَلَيْهَا كَأنَّهُ غَضْبَانُ، ووَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى علَى اليُسْرَى، وشَبَّكَ بيْنَ أصَابِعِهِ، ووَضَعَ خَدَّهُ الأيْمَنَ علَى ظَهْرِ كَفِّهِ اليُسْرَى، وخَرَجَتِ السَّرَعَانُ مِن أبْوَابِ المَسْجِدِ...)،[١] كما أنّ الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليلاً يدلّ على النهي ولم يثبت أي نهي عن وضع اليد على الخد للغضب والحزن.[٢][٣]


حكم وضع اليد على الخد للنوم

يُسنّ للمسلم وضع يده اليُمنى تحت خدّه الأيمن كما ثبت من فعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ، وضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يقولُ: اللَّهُمَّ باسْمِكَ أمُوتُ وأَحْيا وإذا اسْتَيْقَظَ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أحْيانا بَعْدَ ما أماتَنا وإلَيْهِ النُّشُورُ).[٤][٥]


حكم وضع اليد على الخد للنياحة

يحرّم وضع الخد ولطمه وضربه للنياحة سواءً على الميت أو على أي أمرٍ آخرٍ، بل إنّ تلك الأفعال من كبائر الذنوب والمعاصي، فقد حذّر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من ارتكاب مثل تلك الأفعال، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ليسَ مِنَّا مَن لَطَمَ الخُدُودَ، وشَقَّ الجُيُوبَ، ودَعَا بدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ)،[٦] كما حذّر -عليه الصلاة والسلام- من لطم الجسد وشقّ الثياب، أخرج البخاري في صحيحه: (وَجِعَ أَبُو مُوسَى وجَعًا شَدِيدًا، فَغُشِيَ عليه ورَأْسُهُ في حَجْرِ امْرَأَةٍ مِن أَهْلِهِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهَا شيئًا، فَلَمَّا أَفَاقَ، قالَ: أَنَا بَرِيءٌ مِمَّنْ بَرِئَ منه رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَرِئَ مِنَ الصَّالِقَةِ والحَالِقَةِ والشَّاقَّةِ)،[٧] وأخرج الإمام مسلم أيضاً: (اثْنَتانِ في النَّاسِ هُما بهِمْ كُفْرٌ: الطَّعْنُ في النَّسَبِ والنِّياحَةُ علَى المَيِّتِ)،[٨] والواجب على مَن أصابه حزنٌ ما أو ضيقٌ أن يُكثر من ذكر الله -تعالى- وأن يتقرّب منه بالعبادات المختلفة، ومن أبرز ما يُذكر عند وقوع المصائب: (إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لي خَيْرًا منها).[٩][١٠]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:482، خلاصة حكم المحدث صحيح.
  2. "ماحكم وضع اليد على الخد للتعبير عن الحزن ؟"، وليد بن راشد السعيدان.
  3. حسن العدوي الحمزاوي، النور الساري من فيض صحيح الإمام البخاري، صفحة 227. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن حذيفة ابن اليمان، الصفحة أو الرقم:6325، خلاصة حكم المحدث صحيح.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 294-295. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1294، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:1296، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:67، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:918، صحيح.
  10. ابن حجر الهيتمي، الزواجر عن اقتراف الكبائر، صفحة 262-266. بتصرّف.