حكم وضع لافتة على القبر
أجمع العلماء على جواز وضع لافتات أو شواهد على القبر لتمييزه عن غيره من القبور أو للإعلام بوجود قبرٍ إن كان غير مرتفعٍ عن الأرض، بشرط عدم كتابة أي شيءٍ عليها، سواءً كانت مصنوعةً من الحجر أو الخشب أو غيرها.[١]
ما حكم الكتابة على لافتة القبر؟
بيّن العلماء حكم الكتابة على اللافتة أو الشاهد الموضوع على القبر، وفي ذلك تفصيلٌ بيانه آتياً:[١]
- الكتابة لغير حاجةٍ: اتفق الفقهاء على عدم جواز الكتابة دون حاجةٍ؛ ومثال ذلك: كتابة آياتٍ من القرآن الكريم، أو كتابة بعض الأحاديث النبويّة، أو الأذكار، أو عبارات التفخيم والتعظيم، وقد استدلّوا على ذلك بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَنْ يُجَصَّصَ القَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عليه، وَأَنْ يُبْنَى عليه).[٢]
- الكتابة لحاجةٍ: اختلف العلماء في حكم الكتابة على لافتة القبر لحاجةٍ ما؛ كتابة اسم الميت لتمييزه عن غيره، فذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى القول بعدم الجواز، أمّا الحنفية فخالفوا الجمهور بقولهم بالجواز كما نصّ على ذلك ابن عابدين الحنفيّ قائلاً: (لا بأس بالكتابة إن احتيج إليها حتى لا يذهب الأثر ولا يمتهن؛ لأنّ النهي عنها -وإن صحّ- فقد وجد الإجماع العملي بها، فقد أخرج الحاكم النهي عنها من طرقٍ، ثمّ قال: هذه الأسانيد صحيحة وليس العمل عليها، فإنّ أئمة المسلمين من المشرق إلى المغرب مكتوب على قبورهم، وهو عملٌ أخذ به الخلف عن السلف).
ما حكم الجلوس على القبور والمشي عليها؟
اختلف العلماء في حكم المشي على القبور والمشي عليها، وفيما يأتي بيان خلافهم وأقوالهم في ذلك:[٣][٤]
- الحنفية: قالوا بكراهة الجلوس على القبور أو النوم أو المشي عليها أو قضاء الحاجة عليها من بولٍ أو غائطٍ، استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي مرثد الغنوي: (لا تَجْلِسُوا علَى القُبُورِ، ولا تُصَلُّوا إلَيْها)،[٥] وبما أخرجه أيضاً عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (لأَنْ يَجْلِسَ أحَدُكُمْ علَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيابَهُ، فَتَخْلُصَ إلى جِلْدِهِ، خَيْرٌ له مِن أنْ يَجْلِسَ علَى قَبْرٍ)،[٦] وبيّن الحنفية أنّ الكراهة تحريميةٌ إن كان الجلوس لقضاء الحاجة، وتنزيهيةٌ إن كانت لغير ذلك.
- المالكية: قالوا بكراهة المشي على القبر إن كان مرتفعاً كالسنام أو منخفضاً مبسّطاً، ووُجد طريقٌ بجانبه للمرور منه، ويجوز المشي على القبور إن لم يوجد طريقٌ للمشي فيه ولك يكن القبر مرتفعاً كالسنام أو منخفضاً كثيراً، ويجوز أيضاً الجلوس على القبور لحاجةٍ ما غير البول أو الغائط، وقالوا إنّ الأحاديث التي تنهى عن الجلوس على القبور تدلّ على الكراهة إن كان الجلوس بقصد قضاء الحاجة.
- الشافعية والحنابلة: قالوا بعدم جواز الجلوس على القبور إلّا لضرورةٍ ما، ويُكره أيضاً الاتّكاء أو الاستناد عليها.
المراجع
- ^ أ ب لجنة الإفتاء (25/7/2010)، " حكم وضع الشاهد على القبر"، دائرة الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 18/9/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:970، صحيح.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1555. بتصرّف.
- ↑ "النهي عن الجلوس على القبر والمشي عليه"، إسلام ويب، 27/4/2011، اطّلع عليه بتاريخ 24/10/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي مرثد الغنوي، الصفحة أو الرقم:972، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:971، صحيح.