ما هو حكم صلاة الجمعة؟
صلاة الجمعة فرض عين على الرجل، فهي تجب على كل مسلم ذكر، بالغ، عاقل، حرّ، قادر على إتيانها، مقيم مستوطن، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ)،[١] وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (على كلِّ محتلِمٍ رواحٌ إلى الجمعَةِ)،[٢] ومقصوده -عليه الصلاة والسلام- في قوله على كل محتلم؛ أي عاقل بالغ خالٍ من الأعذار، ومعنى لفظة رواح؛ أي ذهاب، وأجمع علماء الأمة الإسلامية على فرضيتها، ونقل الإجماع في ذلك.[٣]
ويفهم من الحديث أن صلاة الجمعة تجب على الذكر لا على المرأة، وعلى البالغ لا على الصغير، وعلى العاقل لا على من فقد عقله من جنون ونحوه، وعلى القادر لا على المريض العاجز على أدائها، وعلى المقيم لا على المسافر، دلّ على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (الجمعةُ حقٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلاَّ أربعةً عبدٌ مملوكٌ أوِ امرأةٌ أو صبيٌّ أو مريضٌ)،[٤] وأما المسافر فقد ثبت في السنة أنه -عليه الصلاة والسلام- لم يكن يصلي الجمعة في سفره، وقد وافق يوم عرفة في حجته يوم الجمعة فصلاها ظهراً.[٣]
حكم صلاة الجمعة للمرأة والمسافر ومن في حكمهم
لا تجب صلاة الجمعة على المرأة والمسافر ومن في حكمهم كالمريض للحديث الذي ذكر سابقاً،[٥] ووجب عليهم أن يؤدّوها ظهراً أربع ركعات، وأما إذا حضروها جماعة مع الناس فصحّ ذلك منهم، وأجزأتهم عن صلاة الظهر، كأن تخرج المرأة إلى المسجد لتصليها جماعة، أو يمرّ المسافر ببلد ويصلي مع أهلها جماعة.[٦][٧]
حكم الجماعة في صلاة الجمعة
إن صلاة الجمعة لا يصح أداؤها إلا جماعة، فالجماعة شرط لصحة انعقاد صلاة الجمعة، للحديث الذي ذكر سابقاً: (الجمعةُ حقٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ...)،[٤] فلا يصح للمسلم أداؤها منفرداً، سواء من الرجل أو المرأة، ويلزم من يصليها منفرداً أن يعيدها ظهراً أربع ركعات، وكذا لا تصح صلاة الجمعة إذا أُديت جماعة من قبل عدد من أشخاص في البيت، لأنها صلاةٌ شرعت ليجتمع المسلمون في البلدة في مكانٍ واحدٍ لأداء الصلاة، وللاستماع إلى خطبة الجمعة التي هي من شروطها أيضاً والانتفاع منها.[٨][٩]
حكم صلاة الجمعة إن وافقت يوم العيد
تعددت آراء أهل العلم في حكم أداء صلاة الجمعة في حقّ من صلّى صلاة العيد، إن وافق يوم الجمعة أول أيام عيد الفطر أو أول أيام عيد الأضحى وصلّى العيد، فذهب جماهير أهل العلم من الحنفية والمالكية والشافعية ورواية عند الحنابلة إلى وجوب إقامتها وأنها لا تسقط بصلاة العيد، فيلزمه أداؤها وحضورها، وقال الحنابلة أن وجوب الجمعة يسقط في حق من صلّى العيد، فله أن يحضرها وله أن يصلي الظهر أربعاً، إلا أنه يجب على الإمام إقامتها، حيث تجب في حقّه؛ ليحضرها من شاء أن يحضرها، ومن لم يشهد صلاة العيد.[١٠][١١]
المراجع
- ↑ سورة الجمعة، آية:9
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن حفصة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:342، حديث صحيح.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 93. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن طارق بن شهاب، الصفحة أو الرقم:1067، حديث صحيح.
- ↑ محمد إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 547. بتصرّف.
- ↑ "حكم صلاة الجمعة في السفر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2022. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، صلاة الجمعة، صفحة 19. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 425. بتصرّف.
- ↑ أهل العلم على أن,لا جمعة على النساء " انتهى . "صلاة الجمعة غير واجبة على النساء"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2022. بتصرّف.
- ↑ " صلاة الجمعة لا تسقط إذا وافقت يوم العيد"، الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2022. بتصرّف.
- ↑ "المَبحَثُ الثالث: حُكمُ صَلاةِ الجُمُعةِ لِمَنْ صَلَّى العِيدَ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 1/11/2022. بتصرّف.