الزكاة ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، ودلّ على وجوبها شرعًا أدلَّةٌ كثيرةٌ، منها قول الله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)،[١] وقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: "ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته، إلا أحمي عليه في نار جهنم، فيجعل صفائح فيكوى بها جنباه، وجبينه حتى يحكم الله بين عباده"،[٢] وتجب الزكاة على كلّ مسلمٍ ذكرٍ كان أم أنثى، مالكٍ للنصاب ملكًا تامًّا، وحال عليه الحول.[٣]
حكم إعطاء الزكاة للأخت
يجوز إعطاء زكاة المال للأخت إن كانت من مستحقي الزكاة؛ فالآية التي ذكرت مصارف الزكاة كانت عامةً ولم تحدّد أنّ الزكاة لا تجوز على الأقارب، ويشترط ألا يكون معها ما يكفيها لسدّ حاجاتها، بل إنّ إعطاءها من الزكاة أفضل من إعطاء غيرها؛ لاشتمال الزكاة في هذه الحالة على الصدقة وصلة الرحم؛[٤] فقد روي عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "الصدقة على المسكين صدقة، وعلى القريب صدقتان: صدقة وصلة"،[٥] وتجوز الزكاة الأخت متزوجة أو غير المتزوجة، المهم أن تكون مستحقَّةً للزكاة، ولا يلزم إخبارها بأنّ ما قدّمه من مالٍ هو زكاةٌ،[٤] ويشترط أيضًا لصحة إعطاء الزكاة للأخت ألا تكون نفقتها واجبةً على أخيها المزكي؛ مثل أن تكون هذه الأخت صغيرةً أو غير قادرةٍ على الكسب وليس لها أي أقارب سوى هذا الأخ؛ فيكون ملزمًا في هذه الحالات بنفقتها وما يقدمه من مال يعتبر من نفقة الأقارب الواجبة وليس من قبيل الزكاة.[٦]
ويجوز أيضا إعطاء الزكاة للأخت التي لديها أبناء ولكنهم غير قادرين على إعالتها؛ فتعطى ما يسدّ حاجتها أو لعلاجها، ويعتبر ذلك من أعظم القربات،[٧] كما يجوز قضاء الدين عن الأخت لأنها في هذه الحالة تعتبر من الغارمين،[٨] جاء في الفتاوى الهندية: "والأفضل في الزكاة والفطر والنذور الصرف أولًا إلى الإخوة والأخوات، ثمّ إلى أولادهم، ثمّ إلى الأعمام والعمات، ثمّ إلى أولادهم ثمّ إلى الأخوال والخالات، ثمّ إلى أولادهم، ثمّ إلى ذوي الأرحام، ثمّ إلى الجيران، ثمّ إلى أهل حرفته، ثمّ إلى أهل مصره أو قريته".[٩]
مصارف الزكاة ومستحقّوها
قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ)،[١٠] فتبيّن الآية الكريمة أنّ مستحقي الزكاة ثمانية أصنافٍ، واتفق أهل العلم أنّ الزكاة لا تجوز على غيرهم، كما اتّفقوا أنّه لا يجب صرف المال المُزكى به على جميع هذه الأصناف ويجوز صرفها على صنفٍ واحدٍ.[١١]
الحكمة من مشروعيّة الزكاة
إنّ للزكاة حِكمًا عظيمةً لأجلها شُرعت، ومنها:
- الاستجابة لأمر الله تعالى؛ رجاءً لحسن الجزاء في الدنيا والآخرة.
- الطهارة من أمراض البخل والشحّ والطمع والأنانية والحقد، وتهذيب فطرة الإنسان في حبّه للمال وحرصه على تجميعه.
- إعانة الضعفاء وقضاء حاجاتهم، وتنمية الروح الاجتماعية بين الأفراد.
- تكفير الذنوب والخطايا واستجلاب رحمة الله.[١٢]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:43
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:987، صحيح.
- ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 2-17. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 14814. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن سلمان بن عامر الضبي، الصفحة أو الرقم:892، حسن صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 14814. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 14814. بتصرّف.
- ↑ حسام الدين عفانة، يسألونك عن الزكاة، صفحة 151. بتصرّف.
- ↑ حسام الدين عفانة، يسألونك عن الزكاة، صفحة 150.
- ↑ سورة التوبة، آية:60
- ↑ حسام الدين عفانة، يسألونك عن الزكاة، صفحة 112. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 1-12-13. بتصرّف.