ما حكم الربا؟

معنى الربا

بيان تعريف الربا لغةً وشرعاً آتياً:^[١]

• الربا لغةً: الزيادة، قال -تعالى-: (فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ)،^[٢] فالربا في الآية السابقة يُراد به: العلو والارتفاع عن الأرض.
• الربا شرعاً: نوعٌ من أنواع البيوع المحرّمة التي يتمّ فيها دفع زيادةٍ في أحد البدَلَين إن كانا من صنفٍ واحدٍ، أو تأخير قبض أحدهما.

ما حكم الربا؟

بتت تحريم الربا في القرآن الكريم والسنة النبويّة وإجماع العلماء، وبيان أدلّة تحريمه فيما يأتي:^[٣]

• دليل التحريم من القرآن الكريم: ذُكر تحريم الربا في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم، هي:
• استنكار الله -عزّ وجلّ- للربا وثنائه على الزكاة بقوله: (وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّـهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ).^[٤]
• تحريم الربا بشكلٍ قطعي وبيان قُبحه في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).^[٥]
• تحريم الربا صراحةً وبيان عقوبة مَن يلجأ إليه في قول الله -تعالى-: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّـهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ).^[٦]
• دليل التحريم من السنة النبوية: حرّمت عدّة أدلةٍ في السنة النبوية الربا صراحةً، وذُكرت في مواضع أخرى أنواعه وحرّمتها، وفيما يأتي ذكر بعضها:
• شدّد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على حُرمة الربا في خطبة الوداع، فقال: (أَلَا وإنَّ كلَّ رِبًا في الجاهِلِيَّةِ موضوعٌ، لكم رؤوسُ أموالِكم لا تَظْلِمُونَ ولا تُظْلَمُونَ).^[٧]
• أكّد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على حُرمة الزيادة في أحد السَّلع أو الأموال مقابل تأخير السداد وهو ما يسمى بربا النسيئة، كما ثبت في الصحيح أنّه قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّما الرِّبا في النَّسِيئَةِ).^[٨]
• دليل التحريم من الإجماع: أجمع العلماء والسلف الصالح على حُرمة الربا بكافة أشكاله وأنواعه.

ما حكم الربا للمضطر؟

أفتى بعض أهل العلم بجواز الربا للمضطر والمحتاج، وتقدّر الضرورة والحاجة بعدّة أمورٍ؛ كالخوف على النفس من الهلاك أو الموت، كالمضطر إلى الأكل أو اللباس بحيث أنّه سيموت دونهما، قال الإمام الزركشيّ -رحمه الله-: (فالضرورة : بلوغه حدّاً إن لم يتناول الممنوع هلك، أو قارب على الهلاك؛ كالمضطر للأكل واللبس، بحيث لو بقي جائعاً أو عرياناً لمات، أو تلف منه عضو، وهذا يبيح تناول المحرّم)، والأولى بمَن ضاق به الحال التوكّل على الله -سبحانه- وتقواه، فقد وعد مَن اتقاه وخشيه بالخروج من الضيق والمِنّة عليه بالرزق، قال -تعالى-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا).^[٩][١٠]

الحكمة من تحريم الربا

حرّم الإسلام الربا للعديد من الحِكم والغايات التي يُذكر منها:^[١١]

• تحقيق السكينة والمودة بين الأفراد، إذ إنّ الربا سببٌ لخلق المشاكل والعداوات بينهم والتسبّب في المشاحنات.
• العمل على المساواة بين الناس بتوزيع المال بينهم وعدم حصره وزيادته في أيدي معينةٍ كما يفعل الربا.
• نشر التعاون بين الناس، فالإسلام يدعو إلى إقراض المُعسر والتيسير عليه لا الزيادة عليه وإثقال كاهله بالرِّبا.