حثت الشريعة الإسلامية الغرّاء على نظافة المسلم وَحُسن هندامه ورائحته وشكله، فقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يَحرصُ على حُسن التزيّن ومن مظاهر زينة المسلم والعناية بنفسه المتعلّقة بالشَّعْر: الاعتناء باللحية وقص الشارب، ونتف الإبط، وحلق شعر الرأس من غير قزع، كما سنفصل في هذا المقال.[١]
معنى القزع وأنواعه
يُقصد بالقَزْع: حَلْق بعض الرأس، وتركُ بعضِه الآخر، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ القَزَعِ. قالَ: قُلتُ لِنَافِعٍ وَما القَزَعُ قالَ: يُحْلَقُ بَعْضُ رَأْسِ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكُ بَعْضٌ)،[٢] ومن أنواعه: حَلْق الشَّعر على غير ترتيبٍ، بأخذ أجزاءٍ متفرّقةٍ من الجانب الأيمن والأيسر والمقدّمة ومن مؤخّرة الرأس وترك أجزاءٍ أخرى، ومنها أيضاً: حَلْق وسط الرأس وترك جوانبه، ويأخذُ القزع أيضاً شكلاً آخراً بحَلْق جوانب الرأس وترك وسطه، أو حَلْق المقدّمة فقط وترك الباقي.[٣]
ما حُكم القزع؟
أجمع العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة على أنّ القزع مكروهٌ استدلالاً بعدّة أدلةٍ من السنة النبوية، منها: ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: (أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهى عن القَزَعِ)،[٤] فالنبيّ -عليه السلام- نهى عن القزع والنهي يدلّ على الكراهة بإجماع العلماء،[٥] وينتقل الحكم من الكراهة إلى التحريم إن كانت الغاية من القزع التشبّه بغير المسلمين، قال العلّامة ابن عثيمين -رحمه الله-: (لقزع كلّه مكروهٌ؛ لأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- رأى صبيًّا حلق بعض رأسه، فأمر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أن يحلق كلّه، أو يترك كلّه، لكن إذا كان قزعًا مشبهًا للكفار؛ فإنه يكون محرمًا؛ لأنّ التشبه بالكفار محرمٌ، قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من تشبّه بقومٍ فهو منهم)،[٦] وقال الإمام النوويّ -رحمه الله-: (يكره القزع وهو حَلْق بعض الرأس؛ لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- في الصحيحين قال: نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن القَزع).[٧]
هل القزع يبطل الصلاة؟
لا علاقة بالقزع بالحكم على الصلاة بالبطلان أو الصحة، فمَن حَلَق شَعْر رأسه قزعاً فصلاته جائزةٌ صحيحةٌ، ولا يترتّب أي إثمٍ أو حرجٍ عليه، فالقزع المكروه لا علاقة له بصلاته، وتجدر الإشارة إلى أنّ المكروه ما طلب الشَّرع تركه دون حتمٍ أو إلزامٍ، فيُثاب فاعله ولا يُعاقب تاركه.[٨]
المراجع
- ↑ الشيخ سعيد بن محمد الغامدي (21/4/2013)، "زينة مطلوبة"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/9/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2120، صحيح.
- ↑ محمد صالح المنجد (23/10/2007)، "حكم حلق بعض الرأس دون بعض"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 17/9/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5921، صحيح.
- ↑ "القَزَعُ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 26/9/2021. بتصرّف.
- ↑ "حكم القزع"، إسلام ويب، 27/8/2020، اطّلع عليه بتاريخ 26/9/2021.
- ↑ محمد صالح المنجد (23/10/2007)، "حكم حلق بعض الرأس دون بعض"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 26/9/2021.
- ↑ "لا علاقة لصحة الصلاة أو بطلانها لمن حلق شعره على هيئة القزع المنهي عنه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 26/9/2021. بتصرّف.