ينتشر بين بعض الناس أقوالٌ ومعتقداتٌ خاطئةٌ حول أمور يُشاع أنّها طاردةٌ للشياطين، أو مانعةٌ وواقيةٌ من الحسد والعين؛ فيلجأ بعضهم لفعلها؛ حتى يقي نفسه وأهله وبيته من ذلك، رغم عدم ورود نصٍّ شرعيٍّ من قرآنٍ أو سنَّةٍ يثبتها، ومن هذه الأمور التي قد يلجأ لها الناس لهذا الغرض: رش الملح في الحمام أو البيت لطرد الشياطين، أو التخلص من الحسد والعين والوقاية منهما، وفيما يأتي بيان حكم ذلك.


حكم رشّ الملح في الحمام

لا يحلّ للمسلم أن يلجأ إلى رشّ الملح في الحمّام أو في أركان البيت معتقدًا أنّ ذلك وسيلةٌ لطرد الشياطين، وردّ الحسد والعين، أو كما يظنّ البعض جهلًا أنّها وسيلةٌ لطرد الطاقة السلبية، ويحرم على المسلم أن يعتقد أنّ أمورًا كهذه لم يُشرعها الله -تعالى- هي التي تحميه من الضرر وتقيه من الشرّ؛ فعلى المسلم أن يبتعد عن مثل هذه الأمور؛ لحرمتها، وعدم جدوى فعلها، وأن يسلك لحفظ نفسه من الشياطين ووسوساتها، والعين والحسد ونحوها، بالوسيلة التي شرعها الله -تعالى- لذلك؛ من التحصّن بالقرآن، وعموم الأذكار المأثورة، خاصَّةً أذكار الصباح والمساء، والرقية الشرعيّة.[١]


حكم رشّ الماء المقروء عليه في الحمام

وردت في بعض الروايات والآثار جواز قراءة القرآن على الماء ورشّه في زوايا البيت وأركانه، وحديقة البيت وفنائه؛ كرقية للبيت ومرافقه،[٢] إلّا أنّ من العلماء من نبّه على أن يحرص المسلم على عدم رشّ هذا الماء المقروء عليه في الأماكن المستقذرة أو التي فيها نجاسةٌ؛ كالحمّامات ودروات المياه، وعليه فإنّه يُشرع رشّ الماء المقروء عليه من القرآن في البيت ومرافقه، ولا يُشرع رشّ هذا الماء المقروء عليه في الحمّام، مع التذكير والتّأكيد على أنّ قراءة القرآن في البيت بحدّ ذاتها والأذكار والأدعية المأثورة، سبيلٌ لحفظ البيوت ووقايتها بإذن الله -سبحانه وتعالى-.[٣]


أحكامٌ متعلّقة بالرقية المشروعة

شرع الإسلام الرقية الشرعيّة؛ كوسيلةٍ طيّبَةٍ وسبب مشروعٍ للوقاية من العين والحسد والشياطين وشرورها؛ فالرقية في مجملها آياتٌ قرآنيَّةٌ أو أدعيةٌ مأثورةٌ عن النبيّّ -عليه الصلاة والسلام-، يقولها المسلم ممتثلًا أمر الله -تعالى-، ومعتقدًا بأنّ الضار والنافع هو الله -تعالى-، وأنّ الخير والشرّ بيده وحده، وكلّ ما يصيب الإنسان هو بمشيئة الله -تعالى-، وأنّه الحافظ؛ فلا يملك إنسانٌ أو مخلوقٌ أن يضرّ إنسانًا إلّا بإذن الله، فكيد الشيطان ضعيفٌ، والأمر كلّه لله، وفيما يأتي ذكرٌ لجملةٍ من المأثورات التي يمكن للمسلم أن يُحافظ عليها في يومه وليلته؛ فتقيه بإذن الله من كيد وشرّ الإنس والجنّ:[٤]

  • الاستعاذة الدائمة من الشيطان الرجيم.
  • التسمية عند كلّ فعلٍ.
  • قراءة المعوذتين: وهما سورة الفلق والناس، بعد الصلاة وقبل النوم، وعلى المريض.
  • قراءة آية الكرسي.
  • قراءة سورة البقرة: حيث ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة.
  • قراءة آخر آيتين من سورة البقرة.



مواضيع أُخرى:

ما حكم تبخير البيت باللبان؟

ما حكم سكب الرصاص للعين؟

المراجع

  1. "حكم من رش أركان المنزل بالملح لطرد الشياطين جهلًا"، إسلام ويب، 30/4/2012، اطّلع عليه بتاريخ 6/9/2022. بتصرّف.
  2. "حكم قراءة آيات الرقية على ماء ورش المنزل به"، إسلام ويب، 23/11/2004، اطّلع عليه بتاريخ 6/9/2022. بتصرّف.
  3. "حكم قراءة القرآن في ماء ورشه في زوايا البيت"، إسلام ويب، 2/2/2009، اطّلع عليه بتاريخ 6/9/2022. بتصرّف.
  4. محمد بن إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 377-379. بتصرّف.