حكم الصلاة بالمناكير إذا وُضع قبل الوضوء
إذا وضعت المرأة الطّلاء أو المناكير على أظافرها بعد الوضوء وصلّت على طهارةٍ فصلاتُها صحيحة، لأنّ مجرّد وضع المناكير لا يُنقض الوضوء،[١] ولكن إذا انتقض وضوؤها بعد ذلك وأرادت أنْ تُصلّي وجَب عليها أنْ تزيله عند إرادة الوضوء، ولا يأخذ حكم المسح على الخفَّيْن، ولا يجوز المسح عليه، وسيتمّ التفصيل في ذلك في المبحث التالي.[٢]
حكم الصلاة بالمناكير إذا وُضع بعد الوضوء
يُشترط لصحّة الوضوء أن يصل الماء إلى جميع أعضاء الوضوء المفروضة، فإذا كان للمناكير جرمٌ فإنّه يمنع وصول الماء إلى البشرة، وبناءً على ذلك لا تصحّ طهارة مَن توضّأت وعلى أظافرها المناكير، فإنْ صلّت دون أن تزيله قبل الوضوء فصلاتها باطلةٌ لا تصحّ؛ لعدم صحّة طهارتها.[٣]
وهذا خلافاً للحناء والصبغات التي لا يوجد لها جرمٌ أو جسم على الأظافر، وإنّما هي عبارة عن لونٍ فقط، فهذه لا تمنع وصول الماء إلى البشرة، ويصحّ الوضوء بوجودها،[٤] أمّا ما سِوى ذلك مما له جرمٌ وجسمٌ على البشرة والأظافر فيُشترط إزالته عند الوضوء، لوجوب استيعاب العضو كاملاً بالغسل.[٥]
وقد اتّفق الفقهاء على أنّ إزالة ما يمنع من وصول الماء إلى البشرة شرطٌ من شروط صحة الوضوء، ويدلّ على ذلك قول الله -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)،[٦] والأمر بغسل اليدين والرجلين يشملهما جميعاً مع الأظافر، والمناكير تمنع وصول الماء إلى هذه الأظافر الواجب غسلها، لِذا كان الوضوء بوجودها غير صحيح، وبالتالي الصلاة كذلك.[٥]
وإذا توضّأت المرأة ثمّ وضعت المناكير على طهارةٍ، وبعد ذلك انتقض وضوؤها؛ وجب عليها أن تُزيل المناكير عن أظافرها إذا أرادت أن تتوضّأ للصلاة، لأنّ الوضوء الثاني وضوءٌ جديدٌ لا يستصحب معه طهارة عضوٍ تمّ غسله بالماء سابقاً، فيُشترط أن يتمّ هذا الوضوء بجميع أركانه وشروطه.[٧]
حكم صلاة مَن توضأت ونسيت إزالة المناكير
مَن وضعت المناكير أو طلاء الأظافر ثمّ توضّأت بعد مدَّةٍ وقد نسيت إزالته قبل الوضوء وصلّت فإنّها لا تؤثم على ذلك؛ لأنّها ناسية، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَجاوَزَ اللهُ عنْ أُمَّتي الخطَأَ والنِّسْيانَ، وما استُكرِهوا عليه)،[٨]ولكنّ صلاتها غير صحيحة ويجب عليها إعادتها.[٩]
ويدلّ على وجوب إعادتها للصلاة ما ثبت عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: (أنَّ رَجُلًا تَوَضَّأَ فَتَرَكَ مَوْضِعَ ظُفُرٍ علَى قَدَمِهِ فأبْصَرَهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: ارْجِعْ فأحْسِنْ وُضُوءَكَ فَرَجَعَ، ثُمَّ صَلَّى).[١٠]
وقد عقّب النووي -رحمه الله- على هذا الحديث فقال: "فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ تَرَكَ جُزْءًا يَسِيرًا مِمَّا يَجِبُ تَطْهِيرُهُ لَا تَصِحُّ طَهَارَتُهُ وَهَذَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ،... وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَنْ تَرَكَ شَيْئًا مِنْ أَعْضَاءِ طَهَارَتِهِ جَاهِلًا لمْ تَصِحَّ طَهَارَتُهُ".[١١]
المراجع
- ↑ "حكم الصلاة بالمناكير إذا وضع بعد الوضوء وحكم الخروج به"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2023. بتصرّف.
- ↑ "حكم وضع المرأة المناكير قبل الوضوء"، الموسقع الرسمي للشيخ ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2023. بتصرّف.
- ↑ محمد صالح المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 179، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ "حكم الوضوء مع وجود (المناكير) على الأظافر"، دائرة الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب خالد المشيقح، فقه النوازل في العبادات، صفحة 12. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية:6
- ↑ "حكم الوضوء على طلاء الأظافر"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2023. بتصرّف.
- ↑ رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2840، صحيح على شرط الشيخين.
- ↑ "صلت وقد نسيت أن تزيل طلاء الأظافر"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2023. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:243، صحيح.
- ↑ النووي، شرح النووي على مسلم، صفحة 132، جزء 3.