حكم لعب الدومينو

حكم لعبة الدومينو إذا كانت على عوض

اتّفق أهل العلم على تحريم لعبة الدومينو إذا كانت على عوض،^[١] فالألعاب التي تكون على عِوض تعتبر قماراً، وعدّه بعض أهل العلم من كبائر الذنوب،^[٢] قال الله -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).^[٣]

حكم لعبة الدومينو إذا كانت بدون عوض

لم تكن لعبة الدومينو أو الدومنة أو الضومنة موجودة ومعروفة قديماً، وقد ذكر العديد من العلماء المعاصرين حكم هذه اللعبة بناءً على حقيقتها، فإن كانت لعبة الدومينو على عِوضٍ فهي مُحرَّمةٌ بالاتّفاق -كما أسلفنا-، أمّا إذا لم تكن كذلك فقد تعدّدت آراء الفقهاء في حكمها، وبيان أقوالهم فيما يأتي:^[١]

القول الأول: الإباحة

ذهب العديد من العلماء إلى القول بإباحة لعبة الدومينو إذا لم تقترن بأمور محرّمة، وبضوابط مهمّة سيأتي ذكرها في المبحث الثاني، وقال بجوازها الكثير من العلماء المعاصرين لظهور جانب المهارة وإعمال العقل والذكاء فيها، فهي لا تعتمد على الحظّ فقط.^[١]

ولعبة الدومينو تتكوّن من قطعٍ بيضاء، وكلّ قطعةٍ مقسَّمةٌ إلى قسمين، وفيها نقاط سوداء من واحد إلى ستّة، وهذه اللعبة فيها إعمالٌ للفكر للوصول إلى الفوز، وفيها تعاونٌ إذا لعب فيها فريق -كأربعة أشخاص- للوصول للفوز، فهي على الطريقة المعتادة ليست محرّمة.^[٤]

وقد يُطلق على اللعبة التي تحتوي على مربّعات وقطع ذات لونين لكلّ لاعب أيضاً اسم لعبة الدومينو، ويفوز فيها مَن تسير قطعه بشكلٍ قطري إلى أن تُخرج القطع الأخرى خارج اللعبة، وهذه اللعبة أيضاً بهذا الوصف أباحها العلماء لأنّ فيها ذكاءً وإعمالاً للفكر.^[٤]

القول الثاني: التحريم

ذهب بعض العلماء إلى القول بتحريم لعبة الدومينو، لأنّهم يرون أنّ الحظّ يغلب على اللعبة في أكثرها، وإن كان فيها جانب للمهارة وإعمال الفكر، إلا أنّ التخمين والحدْس والحظ فيها أكثر، وهذا يجعلها ملحقة بلعبة النرد المحرّمة التي تقوم على الحظ، واستدلوا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن لَعِبَ بالنَّرْدَشِيرِ، فَكَأنَّما صَبَغَ يَدَهُ في لَحْمِ خِنْزِيرٍ ودَمِهِ).^[٥][٦]

ضوابط جواز اللعب بالدومينو

ذكر العلماء الذين قالوا بإباحة لعبة الدومينو العديد من الضوابط لجواز اللعب بها، وهي:^[٧]

• أن تكون غير مشتملة على القمار، وهو الرهان بين اللاعبين واللّعب مقابل عوضٍ ماليّ أو غيره.
• أن لا تكون اللّعبة صادَّةٌ عن الصلاة أو الطاعة الواجبة أو ذكر الله -تعالى-، فلا يجوز ترك الصلاة بسببها أو تقديمها على برّ الوالدين مثلاً.
• ألا تستغرق معظم وقت اللاعب أو كثيراً منه.
• أن لا يترتّب على اللّعب بها سبٌّ وشتمٌ وعداوةٌ وفحش القوْل.^[٨]
• أن لا يترتّب على هذه اللعبة ضياع حقّ زوجةٍ أو زوج أو أهل.^[٩]

فإنْ توفّرت هذه الشروط والضوابط ولم تقترن اللعبة بمخالفاتٍ شرعيَّةٍ أو أمور محرّمة فهي مباحةٌ عند مَن أجازها، مع التذكير بأهمية العمر والوقت، واغتنام الساعات بذكر الله والأعمال التي تُقرّب إلى الله -تعالى-، وصدق الله -تعالى- إذْ يقول: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا).^[١٠][١١]