معنى الختان

الختان هو: قطع الجلدة التي تغطي حَشَفة الذكر، وهو سنةٌ من سنن الفطرة التي دلّ عليها قول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (الفِطْرَةُ خَمْسٌ -أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ-: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ).[١][٢]


ما حكم الختان في الإسلام؟

اتّفق العلماء على مشروعيّة الختان، وأنَّه سنةٌ من سُنن الفطرة التي أُشير إليها في عددٍ من الأحاديث النبويّة الثابت نقلها عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، لكنّهم اختلفوا في حكمه وذهبوا في ذلك إلى عدّة أقوالٍ فيما يأتي تفصيلها وبيانها:[٣]

  • جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة: قالوا إنّ الختان واجبٌ الختان، وهو القول الذي ذهب إليه أيضاً الشعبي ويحيى بن سعيد وربيعة والأوزاعي، وشدّد الإمام مالك -رحمه الله- في حُكم الختان وعقوبة من لم يُختتن فقال بعدم قبول إمامته وشهادته، وقد استدلّوا بما أخرجه البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (اخْتَتَنَ إبْراهِيمُ بَعْدَ ثَمانِينَ سَنَةً، واخْتَتَنَ بالقَدُومِ)،[٤] وقد أُمر المسلمون باتّباع شريعة إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، قال -تعالى- مخاطباً نبيّه محمداً -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ أَوحَينا إِلَيكَ أَنِ اتَّبِع مِلَّةَ إِبراهيمَ حَنيفًا وَما كانَ مِنَ المُشرِكينَ).[٥]
  • الحنفية: قالوا إنّ الختان سنةٌ، وهو قول الحسن البصري أيضاً، استدلالاً بذكره ضمن المستحبّات والسُنن الواردة فيما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (الفِطْرَةُ خَمْسٌ: الخِتانُ، والِاسْتِحْدادُ، ونَتْفُ الإبْطِ، وقَصُّ الشَّارِبِ، وتَقْلِيمُ الأظْفارِ).[٦]


ما هو الوقت المناسب للختان؟

وردت عدّة أقوالٍ عن العلماء في تحديد الوقت المناسب للختان بيانها وتفصيلها آتياً:[٧]

  • قال الإمام النوويّ -رحمه الله-: إنّ الأفضل أن يتمّ الخِتان في الصغر؛ لأنّ ذلك أرفق وأرحم، بل نصّ على استحباب الخِتان في الصغر، وأضاف بأنّه يصبح واجباً بعد البلوغ، إذ قال في المجموع: (قال أصحابنا: وقت وجوب الخِتان بعد البلوغ).
  • قال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-: إنّه لم يرد أي نصٍّ أو أثرٍ يحدّد وقت الخِتان، فيجوز في أي وقتٍ وعُمرٍ، وقال ابن المنذر أيضاً: (ليس لوقت الختان خبرٌ يُرجع إليه، ولا سنةٌ تستعمل).
  • قال العلّامة ابن القيّم وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهما الله-: إنّ الخِتان يجب قبل البلوغ، إذ نصّ قائلاً: (وعندي أنّه يجب على الولي أن يختن الصبي قبل البلوغ بحيث يبلغ مختوناً، فإن ذلك ممّا لا يتمّ الواجب إلّا به، وقد أمر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الآباء أن يأمروا أولادهم بالصلاة لسبعٍ وأن يضربوهم على تركها لعشرٍ، فكيف يسوغ لهم ترك ختانهم حتى يجاوزا البلوغ)، وقال ابن تيمية: (أمّا الختان فمتى شاء اختتن، لكن إذا راهق البلوغ: فينبغي أن يُختن كما كانت العرب تفعل، لئلا يبلغ إلّا وهو مختونٌ).


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5889، صحيح.
  2. إسلام ويب (24/4/2002)، "معنى الختان والاستحداد"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/9/2021. بتصرّف.
  3. إسلام ويب (11/4/2001)، "التفصيل في حكم الختان للذكور والإناث"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/9/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6298، صحيح.
  5. سورة النحل، آية:123
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6297، صحيح.
  7. محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 488. بتصرّف.