ينقسم الغُسل إلى قسمين، هما: غسلٌ مفروضٌ وهو الغسل الذي لا تصحّ العبادة المفتقرة إلى طهرٌ دونه، وسببه الجنابة والحيض والولادة والموت، وغسلٌ مندوبٌ؛ وهو الغسل الذي تصحّ الصلاة دونه، لكنّها مستحبَّةٌ، ومثاله غسل الجمعة،[١] وآتيًا حديثٌ عن حكم تغسيل الميّت وبعض ما يتّصل به من أحكامٍ.


حكم تغسيل الميت

يعتبر تغسيل الميت وتكفينه ودفنه من فروض الكفاية؛ بحيث إذا قام به بعض المسلمين سقط الإثم عن الباقين،[٢] وأقرباء الميت أولى بتغسيله من البعيد، بشرط أن يكون من جنسه، ويغسّل بماءٍ وسدرٍ، والواجب غسله مرّةً واحدةً بما يعمّ جسده من رأسه حتّى قدميه ويسنّ الزيادة وترًا ثلاث مرَّاتٍ أو خمسٍ أو سبعٍ بالقدر الذي يكفي لإزالة الأوساخ عن جسم الميت، وفي آخر غسلٍ يُضاف الكافور لما فيه من تطييب الجسد.[٣][٤]


أحكامٌ متعلِّقةٌ بالميّت قبل غسله

يندب بعد التحقّق من موت المسلم أن يقوم أهله أو من حوله بجملةٍ من الأمور، منها ما يلي:[٥]

  • إغماض عينيّ الميّت.
  • شدّ لحييه بعصابةٍ.
  • رفعه عن الأرض.
  • يستحبّ إعلام الناس بموته ليحضروا جنازته
  • الإسراع بتغسيله ودفنه.


أحكامٌ متعلِّقةٌ بالميت الذي لا يجوز أن يُغسَّل

ذكر الفقهاء أصنافًا لا يجب غسلهم بعد موتهم، وهم:

  • السقط؛ وهو الجنين الساقط بعد مرور أقلّ من أربعة أشهرٍ على الحمل، أمّا النازل بعد أربعة أشهرٍ، فقالوا أنّه يُغسّل؛ لأنّ الروح تكون قد نُفخت فيه.[٥]
  • الشهيد الذي قتل لإعلاء كلمة الله،[٥] فقد ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال في قتلى غزوة أحد: "لا تُغسِّلوهم فإنَّ كلَّ كِلْمٍ أو جُرحِ دمٍ يفوحُ مِسكًا يومَ القيامةِ".[٦]
  • الكافر والمرتد لا يتم غسلهم ولا تكفينهم ولا دفنهم في مقابر المسلمين، وخالف الشافعيّة في جواز غسلهم؛ لأنّ الغسل للنظافة لا للتعبّد.[٥]
  • الميت الذي يُخاف تقطّع جسمه عند الغسل بسبب الحرق والغرق؛ فيتمّ الاقتصار على تغسيل الجزء السليم، ويُصبّ الماء على الجزء المصاب، ويجوز أن يُيمَّم إن خِيف عليه من الماء أن يؤذيه أو يزيد في تضرّره أو تمزّقه؛ فجسد الميّت محترمٌ كجسد الحيّ،[٧] لما رُوي عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: "كسر عظم الميت ككسر عظم الحي".[٨]


حكم الغسل أو الوضوء بعد تغسيل الميت

ويسن لمن غسل ميِّتًا أن يغتسل،[٩] أيّ أنّه يُستحبّ لمن غسّل ميِّتًا أن يغتسل وليس ذلك واجبًا، ويجزئ الوضوء بعد تغسيل الميّت؛ لما يراه المغسِّل من ضعف الميت فيذكره ذلك بالموت والقبر ويُضعفه؛ لذلك يُندب الوضوء حتّى يتحصّل النشاط ويقوى البدن.[٣][٩]


أحكام متعلّقةٌ بمن يغسل الميت

لا بُدّ من توافر جملةٍ من الشروط في المُغسِّل حتّى يصحّ تغسيله شرعًا، وهذه الشروط هي:[١٠]

  • الإسلام.
  • العقل والتمييز.
  • أن يكون المغسِّل ثقةً مؤتمنًا؛ حتّى لا ينقل ما رآه من تفاصيلٍ في جسد الميت.
  • أن يكون المغسِّل عالمًا بأحكام وسنن الغسل.

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 73-84. بتصرّف.
  2. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 736. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ابن باز، فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 462. بتصرّف.
  4. محمد صبحي حلاق، الأدلة الرضية لمتن الدرر الفقهية في المسائل الفقهية، صفحة 76-77.
  5. ^ أ ب ت ث عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 457. بتصرّف.
  6. رواه ابن حجر العسقلاني، في موافقة الخبر الخبر، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:336، حسن.
  7. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 12362. بتصرّف.
  8. رواه الزرقاني، في مختصر المقاصد، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:744، حسن.
  9. ^ أ ب سعيد بن وهف القحطاني، أحكام الجنائز، صفحة 227. بتصرّف.
  10. سعيد بن وهف القحطاني، أحكام الجنائز، صفحة 217. بتصرّف.