حكم حف الحواجب

ذهب الفقهاء من الحنفيّة، والمالكيّة، الشافعيّة، والحنابلة، وبعض أهل العلم إلى تحريم إزالة شعر الحواجب للرجل والمرأة بترقيقهم أو بإعادة تشكيلهم؛ لأنّ ذلك يعتبر من النمص المحرّم بنصوص الكتاب والسنّة، واستدلّوا بقَوله تعالى حكايةً عن إبليسَ: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ)؛[١] فإزالة شعر الحاجب بالكليَّة أو بترقيقه ترقيقًا شديدًا فيه تغييرٌ للخلقة، وذلك من غواية الشيطان للإنسان، وفي السنة ما روي عن عبدِ الله بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: "لعن اللهُ الواشِماتِ والمُوتَشِماتِ، والمتنَمِّصاتِ، والمتفَلِّجاتِ للحُسنِ المغَيِّراتِ خَلْقَ اللهِ[٢] واللعن فيه دلالةٌ قويّةٌ على التحريم،[٣][٤] وينبغي الإشارة إلى أنّ أهل العلم قالوا بجواز تهذيب الحاجبين، والأخذ منهما في أحوالٍ منها:[٥]

  • الحالة الأولى: أن يكون ذلك للضرورة؛ كالعلاج من تنظيف جرحٍ ونحوه ممّا لا يتمّ إلا بالأخذ منهما؛ ذلك أنّ الضرورات تبيح المحظورات؛ لقول الله تعالى: (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ).[٦]
  • الحالة الثانية: أن يكون شعر الحاجبين، زائدًا زيادةً كثيفةً مؤذيةً أو مغيِّرةً للخلقة، بحيث تصل إلى حدّ التشويه؛ فيؤخذ منها بقدر الضرورة، ودليل ذلك ما رُوي عن عرفجة بن أسعد رضي الله عنهما أنّه قال: "عن جَدِّه عَرفَجةَ بنِ أسعدَ أنَّ أنفَه أُصيبَ يومَ الكُلابِ في الجاهليَّةِ، فذَكَرَ مِثلَه [أيْ حديثَ: عن جَدِّه عَرفَجةَ بنِ أسعدَ أنَّ أنفَه أُصيبَ يومَ الكُلابِ في الجاهليَّةِ، فاتَّخَذَ أنفًا مِن وَرِقٍ، فأنتَنَ عليه، فأمَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَتَّخِذَ أنفًا مِن ذَهبٍ]".[٧]


حكم تشقير الحاجب للمرأة

أباح بعض أهل العلم كابن باز وابن عثيمين -رحمهم الله- تشقير الحواجب؛ وذلك لأنّ الأصل في الزينة الإباحة ما لم يرد نصٌّ بتحريمه، ولا دليل ينصُّ على تحريم تشقير الحواجب.[٣]


حكم رسم الحواجب بالكحل للمرأة

إنّ الأصل في رسم الحاجب بالكحل أنّه مباحٌ؛ لعدم ورود دليلٍ يحرّم ذلك، ما لم يكن فيه خداعٌ وتدليسٌ، أو كان القصد منه إظهار الزينة خارج البيت، وبه أفتى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.[٨]


حكم إزالة الشعر النابت في منطقة اللحية للمرأة وشاربها

ذهب الحنفية والشافعية إلى استحباب إزالة المرأة للشعر النابت في منطقة الشارب واللحية، وقال بعض أهل العلم بوجوب ذلك؛ وذلك لأنّ هذا الشعر نابت في غير محله المعتاد؛ فيعتبر مشوهًا للخلقة.[٩]


حكم إزالة شعر الجسم للمرأة

اختلف أهل العلم في حكم إزالة شعر الجسم بالنّسبة للمرأة، فقال بعضهم بإباحة إزالة شعر الجسد من الظهر والفخذين والبطن وغيرها، فيما سكت عنه الشّرع ولم يرد بها نصٌّ صريحٌ دالٌّ على حرمة إزالتها، فيبقى إزالتها أو تخفيفها بالحلق وغيره على الأصل وهو الإباحة، وهو ما أفتى به الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، فإن كثر فلا بأس بتخفيفه؛ لأنّ في ذلك تشويه للخلقة.[١٠]

المراجع

  1. سورة سورة النساء، آية:119
  2. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:4886.
  3. ^ أ ب "حكم حف الحواجب"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2/12/2021. بتصرّف.
  4. "حكم حف الحاجب"، سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2/12/2021. بتصرّف.
  5. "حكم الأخذ من الحاجبين الكثيفين"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6/1/2022. بتصرّف.
  6. سورة الأنعام، آية:119
  7. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عرفجة بن أسعد، الصفحة أو الرقم:20273.
  8. "حكم تغطية الحاجب بمادة ثم رسم الحاجب بالكحل"، اسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 6/1/2022. بتصرّف.
  9. "المطلب الرابع: إزالةُ شَعرِ اللِّحيةِ والشَّارِب إذا نبتا في وجهِ المرأةِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 6/1/2022. بتصرّف.
  10. %1$s&ampshare=https://www.islamweb.net/ar/fatwa/197541/ "حكم إزالة شعر الصدر والظهر والبطن والفخذ"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6/1/2022. بتصرّف.