نظّمت الشريعة الإسلاميّة بأحكامها جوانب حياة الناس المختلفة من عباداتٍ ومعاملاتٍ، وحتّى الأمور المتعلّقة بمظهر الإنسان من لباسٍ وزينةٍ ونحوها، وآتيًا حديثٌ عن حكمٍ متعلِّقٍ بمظهر الرجل، وهو حكم ربط الشعر للرجال، وأحكامٍ أخرى ذات صلةٍ.
ما حكم ربط الشعر للرجال؟
اتفق الفقهاء على أنّ ربط الشعر للرجال في الصلاة مكروه؛ وأمّا إطالة الشعر وربطه من الخلف في غير الصلاة فإنَّ ذلك مباح إن كان ذلكَ عادةً من عادات الناس، أمّا إن لم يكن فعله أمرًا معهودًا لدى الناس، أو لم يكن من عاداتهم؛ فهو أمرٌ غير مقبولٍ؛ لما فيه من تشبّهٍ بالنساء والفُسّاق؛ ولا يجوزُ في هذه الحالة فعلُه للرجال، كما أنَّ إطالة الشعر لا تعدُّ من السنة النبوية كما يعتقدُ كثيرٌ من الناس؛ فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يطيل شعره تبعًا لما كان معهودًا في عصره.[١]
ما حكم قزع الشعر للرجال؟
يقصدُ بالقزع: حلقُ بعضِ شعر الرأس وترك بعضه الآخر، ويكون على أربعة أنواعٍ، هي:[٢]
• حلق بعض شعر الرأس بشكلٍ غير مرتَّبٍ؛ كأن يحلق بعضه من الوسط وبعضًا من الجهة اليُمنى، وبعضًا من اليسرى وهكذا.
• حلق منتصف شعر الرأس وترك جوانبه.
• حلق جوانب الرأس وترك المنتصف.
• حلق ناصية الرأس وترك ما تبقى.
والقزع مكروهٌ في الشرع بقطع النظر عن نوعه؛[٣] فقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه أمر صبيًّا حلق بعض رأسه بحلقه كُلّه أو تركه كُله، أمّا إن كان القصد من القزع التشبّه بالفاسقين؛ فيصبح حينئذٍ محرَّمًا.[٢]
ما حكم لبس الباروكة للرجال؟
أفتى بعض العلماء المعاصرين بعدم جواز لبس الباروكة سواءً للرجال أو للنساء؛ فقد عدّوا لبسها للنساء نوعًا من الغش والتدليس، فالذي ينظر إليها يظنّ أنّ الباروكة من أصل خِلقتها، مع أنّها ليست كذلك، إلّا أنّه يجوز للمرأة في أحوالٍ معيَّنةٍ ارتداء الباروكة إن كانت بلا شعرٍ أصلًا؛ فهي مضطرةٌ لفعل ذلك، وأمّا للرجل فلا يجوز لبس الباروكة بأي حالٍ كان.[٤]
ما حكم وصل الشعر للرجال؟
يحرم وصل الشعر بشعرٍ لآدميٍّ سواءً للرجل أو المرأة باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة؛ وقد استدلّوا على ذلك بقول النبيّ عليه الصلاة والسلام:"لَعَنَ اللَّهُ الواصِلَةَ والمُسْتَوْصِلَةَ"؛[٥] ففي الحديث لعنٌ لِمَن وصل الشعر، ومن دلالات اللعن التحريم؛ لأنّ فاعل المباح لا يُلعن.[٦]
ما حُكم زراعة الشعر للرجال؟
اعتمد الفقهاء القاعدة الفقهية التي تنصُّ على أنَّ الأصل في الأشياء الإباحة، شريطة ألّا يكون في ذلك الأمر ضررٌ أو إضرارٌ؛ وعليه فإنّ زراعة الشعر جائزةٌ؛ فهي من الأمور التي لا تندرج تحت تغيير خلق الله، ويقصد منها العلاج، وإعادة الهيئة والمظهر العاديّ للإنسان المتمثّل بوجود الشعر، وخاصةً إن تمّ التَّأكد أنَّ مثلَ هذه العمليات لن تؤدي إلى إلحاق الضرر بالشخص الذي سيقوم بها.[٧]
المراجع
- ↑ "حكم ربط الرجل شعر رأسه الطويل"، الإسلام سؤال وجواب، 22/4/2009، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد بن صالح العثيمين (1/12/2006)، "ما حكم القزع؟"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2021. بتصرّف.
- ↑ سماحة الشيخ الامام ابن باز رحمه الله، "حكم القزع"، موقع سماحة الشيخ الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2021. بتصرّف.
- ↑ "حكم لبس الباروكة للأصلع ، وحكم المسح عليها في الوضوء ."، الإسلام سؤال وجواب، 30/6/2014، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5933، صحيح.
- ↑ الدرر السنية، "وصل الشعر بشعر الآدمي"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2021. بتصرّف.
- ↑ لجنة الإفتاء (18/8/2020)، "حكم زراعة الشعر ولبس الباروكة للرجال"، دار الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2021. بتصرّف.