ما حكم زراعة الشعر؟
حكم زراعة الشعر علاجياً
تجوز زراعة الشعر بقصد العلاج؛ كالأصلع الذي يزرع رأسه شعراً لإرجاعه إلى طبيعته التي خلقه الله عليها، ولا يعدّ ذلك من تغيير خلق الله، فالقاعدة الفقهية تنصّ على أنّ الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يكن في الأمر أي ضررٍ أو إضرارٍ، إلّا إن ورد دليلاً ينصّ على التحريم، مع الإشارة إلى أنّه الجائز ما يكون بغرز بُصيلات الشَّعر في مسامات الجلد دون تغطية شيءٍ منها؛ لئلا يمنع ذلك من بطلان الوضوء والغُسل بتغطية المسامات ممّا يحول دون وصول الماء وتعميمه إلى كلّ أجزاء الرأس، والدليل على الجواز ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ ثَلَاثَةً في بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَبْرَصَ، وَأَقْرَعَ، وَأَعْمَى، بَدَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا...أَتَى الأقْرَعَ فَقالَ: أَيُّ شَيءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قالَ: شَعَرٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي هذا؛ قدْ قَذِرَنِي النَّاسُ، قالَ: فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ، وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا).[١][٢]
حكم زراعة الشعر تجميلياً
لا تجوز زراعة الشعر بالرأس بغرض التجميل أو الزيادة على خلق الله -سبحانه- والتغيير فيه دون حاجةٍ علاجية لها.[٣]
حكم لبس الباروكة
يجوز لبس الباروكة للرجل والمرأة على حدٍّ سواءٍ، بشرط ألّا تظهر فيها المرأة أمام الرجال الأجانب عنها، وألّا يكون القصد من ارتدائها غشّ الآخرين أو التدليس عليهم أو التغرير بهم، كمَن تظهر بها أمام أهل مَن يريد خِطبتها، أو مَن يرتديها ليظهر بعُمرٍ أصغر من عُمره، ويُشترط فيها أيضاً أن تكون مصنوعةً من شعرٍ نجسٍ أو شعر إنسانٍ.[٤][٢]
حكم وصل الشعر
اتّفق العلماء على تحريم وصل الشعر بشعرٍ من الإنسانٍ، استدلالاً بما ثبت في الصحيح من قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَعَنَ اللَّهُ الواصِلَةَ والمُسْتَوْصِلَةَ، والواشِمَةَ والمُسْتَوْشِمَةَ)،[٥] وبما أخرجه الإمام البخاريّ أيضاً في صحيحه عن أسماء بنت أبي بكرٍ -رضي الله عنهما-: (سَأَلَتِ امْرَأَةٌ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ ابْنَتي أصابَتْها الحَصْبَةُ، فامَّرَقَ شَعَرُها، وإنِّي زَوَّجْتُها؛ أفَأَصِلُ فِيهِ؟ فقالَ: لَعَنَ اللَّهُ الواصِلَةَ والمَوْصُولَةَ)،[٦] فاللعن في الحديثَين السابقَين يدلّ على أنّ الوصل محرّمٌ.[٧]
حكم الرموش الصناعية
يختلف حكم تركيب الرموش باختلاف القصد والغاية منه، تفصيل وبيان ذلك فيما يأتي:[٨]
- حكم تركيب الرموش لإزالة ضررٍ أو عيبٍ: يجوز تركيب الرموش لإزالة وإخفاء تشوّهٍ ما بسبب حرقٍ أو مرضٍ وغير ذلك، ويعدّ ذلك صورةٌ من صور إزالة العيوب والأضرار وليس من التجميل المحرّم.
- حكم تركيب الرموش بقصد التجميل: يحرم تركيب الرموش لغاية التجميل وزيادة الحُسن؛ لأنّه يدخل ضمن ول الشعر المحرّم -الذي سبق بيانه-، ولِما يسبّبه من الأضرار.
ضوابط إجراء العمليات التجميليّة
يُباح إجراء العمليات التجميلية بضوابط محدّدةٍ بيانها آتياً:[٩]
- إعادة الشكل الخارجي لأعضاء الجسم إلى الحالة التي خُلق الإنسانُ عليها، قال الله -عزّ وجلّ-: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ).[١٠]
- معالجة عيوبٍ خلقيّةٍ في جسم الإنسان؛ كإزالة الزائد من الأسنان أو الأصابع، أو معالجة الشّفَة المشقوقة المعروفة بالشَّفة الأرنبية.
- معالجة عيوب طرأت على الجسم وأعضائه نتيجة الحوادث المختلفة؛ كالحروق والأمراض، ومثالٌ على ذلك: عملية زراعة الثدي الذي تم استئصاله، وعمليات ترميم الجلد الذي تعرّض للحرق.
- إعادة الوظائف المعهودة للجسم.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3464، صحيح.
- ^ أ ب لجنة الإفتاء (18/8/2020)، "حكم زراعة الشعر ولبس الباروكة للرجال"، دائرة الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 18/9/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد صالح المنجد (6/9/2004)، "حكم عمليات زرع الشعر في الرأس"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 6/10/2021. بتصرّف.
- ↑ دار الإفتاء الأردنية (28/7/2013)، " لا حرج في زراعة الشعر ولبس الباروكة"، دار الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 30/9/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5933، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسماء بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم:5941، صحيح.
- ↑ الدرر السنية، "الفرع الأول: وَصلُ الشَّعرِ بشَعرِ الآدميِّ"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 30/9/2021. بتصرّف.
- ↑ الشيخ محمد صالح المنجد (24/5/2017)، "الرموش الصناعية لها حكم وصل الشعر"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 30/9/2021. بتصرّف.
- ↑ إسلام ويب (3/3/2013)، "حكم زراعة شعر في الجبهة لإخفاء عيب فيها"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 30/9/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة التين، آية:4