ما حكم من صلّى قبل الآذان؟

حكم الصلاة قبل الأذان

لا تصحّ الصلاة قبل الأذان، لأنّ دخول الوقت شرطٌ لصحّة الصلاة، ومعلومٌ أنّ الأذان إعلانٌ عن دخول وقتها، فمن صلّى قبل دخول وقت الصلاة وجب عليه إعادتها، لأنّ الله -تعالى- حدّد وقتاً لكلّ صلاة، فقال -سبحانه-: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)،^[١] وقد أرشدنا النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى وقت بداية وانتهاء كلّ صلاة، وعلى المسلم أن يُصلّي الصلاة في وقتها دون تقديمٍ عن وقتها ولا تأخير.^[٢]

إذا كان المؤذّن يؤخر الأذان

مَن أدّى الصلاة قبل الأذان لأنّه يعلم يقيناً بدخول وقتها ويعلم أنّ المؤذّن يؤخّر الأذان جاز له ذلك، وليس عليه إعادتها، لأنّ العبرة في دخول وقت الصلاة، أمّا لو أدّى الصلاة لأنّه قد ظنّ أو غلب على ظنّه بأنّ وقت الصلاة قد دخل، أو الأذان قد تأخّر؛ فلا يجوز له ذلك، وعليه قضاء الصلاة، فلا تصحّ الصلاة إلا إذا أيقن المسلم بدخول وقتها يقيناً تامَّاً، والواجب على المسلم أن يصبر ولا يعجل، لأنّ الأذان في الغالب يُرفع عند وقت دخول الصلوات.^[٣]

حكم الصلاة قبل الأذان في حالة الجمع

يجوز للمسلم أن يجمع بين الصلوات إذا كان هناك ما يُبيح له فعل ذلك؛ كالسفر، والمطر، وعذر الخوف، ونحوها من الأمور المعتبرة التي تُبيح الجمع بين الصلوات، وإمّا أن يكون الجمع جمع تقديمٍ أو جمع تأخير، وفي حالة جمع التقديم يكون أداء الصلاة الثّانية قبل وقتها، كأن ينوي المسلم جمع صلاتيّ الظهر والعصر جمع تقديم، فيُصلّي الظهر ثمّ العصر في وقت صلاة الظّهر بنيّة الجمع.^[٤]

حكم الصلاة أثناء الأذان

تحدّثنا فيما سبق عن حكم الصلاة قبل الأذان، وأنّ الأذان يُعبّر عن دخول وقت الصلوات، لِذلك فإنه يجوز للمسلم أن يؤدّي الصلاة أثناء الأذان، ولو كان ذلك في أوّله، ولا يُشترط انتظار انتهاء وقت الأذان، فلو أنّ المؤذّن قال: "الله أكبر" وشرع المسلم في أداء الصلاة فلا يُطالب بإعادتها، مع الإشارة إلى أنّ السّنة أن يستمع المسلم للأذان ويُردّد معه حتى لا يفوته الأجر العظيم، فهذا من الأدب مع الله -تعالى-، خاصَّةً وأنّ وقت الأذان لا يتجاوز الدّقيقتين تقريباً.^[٥]

حكم إقامة الأذان قبل وقته

الأذان فرضٌ من فروض الكفاية، ولا يجوز تعطيله لأنّه من شعائر الإسلام الظّاهرة، ولا يُجزئ الأذان قبل وقته؛ لعدم حصول المقصود منه حينئذٍ، ويُستثنى من ذلك صلاة الفجر، فلها أذانٌ أوّل قبل دخول وقت الفجر، ولها أذانٌ ثانٍ لا يُجزئ إلا عند دخول وقت صلاة الفجر، ويدلّ على مشروعية الأذان الأول قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن بلالاً يؤذن بليل؛ فكلوا واشربوا)،^[٦] ولأنّ الأذان الأوّل له مصلحة معتبرة، وهي تنبيه النائم حتى يستعدّ للصلاة.^[٧]

مواضيع أخرى:

ما حكم تأخير الصلاة عن وقتها؟

ما حكم صلاة الجماعة