أباح الإسلام المرأة التزيّن والتجمّل، بل حثّها عليهما أمام زوجها، إلّا أنّه حدّد تلك الزينة بعدّة ضوابط لئلا تخالف الشَّرع،[١] كما حرصت الشريعة الإسلامية أن يكون الرجلُ المسلم في أبهى حالاته وأجملها، وأن يظهر بمنظرٍ جميلٍ لائقٍ به كمسلمٍ في بيته وسوقه ومسجد وفي سائر أحواله، اقتداءً بالمصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- الذي كان حريصاً على العناية بنفسه وبثوبه ورائحته ومظهره؛ فقد كان يمشّط لحيته ويعتني بها، وكان يُكثر من الطِيب، وكان شديد الاعتناء بثوبه حريصاً على نظافته.[٢] وبيان تلك الضوابط آتياً:[١]
- موافقة الشَّرع : فالقاعدة الشرعيّة تنصّ على أنّ الأصل في الأشياء الإباحة إلّا إن ورد دليلاً ينصّ على التحريم، قال تعالى: (قُل مَن حَرَّمَ زينَةَ اللَّـهِ الَّتي أَخرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزقِ قُل هِيَ لِلَّذينَ آمَنوا فِي الحَياةِ الدُّنيا خالِصَةً يَومَ القِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَعلَمونَ)،[٣] فما ورد تحريمه من الزينة وجب اجتنابه.
- عدم تشبّه النساء بالرجال أو الرجال بالنساء .
- موافقة المسلمين في لباسهم : فقد حذّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من التشبّه بغير المسلمين.
- عدم إلحاق ضررٍ أو أذى : فلا يجوز التزيّن بما يسبّب أيّ ضررٍ، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: ( لا ضررَ ولا ضِرارَ ).[٤]
وتندرج حرمة الوشم تحت ضابط الشرع وإلحاق الضرر كما سنوضح بالمقال:
حكم وضع الوشم
حكم الوشم الدائم
الوشم الدائم يتمُّ بغرز الإبرة بالجلد لإسالة الدم، ثمّ حشو المكان كحلاً أو مادةً صبغيةً،[٥] وهو محرّمٌ بغض النظر عن المكان المعمول فيه في أي موضع من الجسد، مصداقاً لما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- عن النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -: ( لَعَنَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الواصِلَةَ والمُسْتَوْصِلَةَ، والواشِمَةَ والمُسْتَوْشِمَةَ )،[٦] لذلك يجب على مَن وضع الوشم أن يُزيله لِما فيه ضررٍ وحُرمةٍ، إلّا إن تسبّبت إزالته بإحداث ضررٍ بصاحبها.[٧][٥]
حكم الوشم المؤقت
يتفرّع الوشم المؤقت إلى نوعَين بيانهما وحكم كلٍّ منهما آتياً:[٥]
- النوع الأول : وهو الوشم الذي يبقى مدّة سنةٍ أو ستة أشهرٍ، وعادةً ما يُستخدم لتحديد العيون أو الشفاه ، فلا يختلف هذا النوع من الوشم عن الوشم الدائم ويحرّم مثله.
- النوع الثاني : وهو الوشم الذي يُزال فوراً فلا يبقى مدةً على الجسد، وهو ما يُطلق عليه التاتو، فيجوز كالحناء، على أنّ جوازه محدّدٌ بشروطٍ هي: أن يكون مؤقتاً ليس دائماً، وألّا يتضمّن رسوماتٍ لذوات الأرواح أو شعاراتٍ ورموزٍ لغير المسلمين أو تشبّهاً بهم ، وألّا تؤدي الألوان التي رُسم بها إلى إلحاقٍ ضررٍ بالجسد، وألّا تُظهره المرأة على مَن لا يجوز له رؤية موضعه، وأن ترسمه لها امرأةً في غير مواضع العورة.
المراجع
- ^ أ ب إيمان بنت صالح عبدالله بن حاجب (2/6/2012)، "زينة المرأة"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/9/2021. بتصرّف.
- ↑ د.حنان لاشين أم البنين (27/9/2017)، "زينة الرجال"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/9/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة الأعراف، آية:32
- ↑ رواه النووي، في الأربعين النووية، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:32، حسن.
- ^ أ ب ت "الوشم المؤقت ، والدائم ، أنواعهما ، وحكمهما"، الإسلام سؤال وجواب، 17/7/2007، اطّلع عليه بتاريخ 17/9/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5940، صحيح.
- ↑ سماحة الدكتور نوح علي سلمان رحمه الله (2/8/2012)، " حكم الوشم في الوجه واليد"، دائرة الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 16/9/2021. بتصرّف.