حرصت الشريعة الإسلاميّة على ما ينفع الإنسان في الدنيا والآخرة، وجاءت بأحكامٍ تنظّم حياته في مجالاتها المختلفة، وفي كلّ شؤونه، ومن الأمور التي نظّمتها الشريعة وشملتها أحكامها؛ الزينة وما يتّصل بها من مسائل،[١] وقد حثّ الله تعالى عباده عليها فقال: (يا بَني آدَمَ خُذوا زينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ وَكُلوا وَاشرَبوا وَلا تُسرِفوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفينَ)،[٢] وفيما يلي حديثٌ وبيانٌ لحكم مسألةٍ من المسائل المتعلّقة بالزينة؛ وهي وضع مقويّ الأظافر وبعض ما يتّصل به من أحكام.


ما حكم وضع مقوي الأظافر؟

يجوز للمرأة استخدام مُقوّي الأظافر؛ إذ الأصل في العادات الإباحة، إلّا إن كان المُقوّي مصنوعًا من موادٍّ محرّمةٍ، كدهن الحنزير ونحوه، وكما أنّ استعمال المقوّي الأظافر يكون مكروهًا إذا كان مصنّعًا من موادٍ تُلحق ضررًا بالمرأة، وإذا كان المقوّي يترك طبقةً تمنع وصول الماء؛ فتجب إزالته لصحة الوضوء والغُسل.[٣][٤]


أحكام متعلّقة بمقوي الأظافر

هناك بعض المسائل الفقهية التي تتعلَّق بمقوي الأظافر، ويمكن مناقشة هذه المسائل فيما يأتي.


حكم الوضوء بمقوّي الأظافر

إنّ وضع مُقوّي الأظافر لا ينقض الوضوء؛ فإذا وضعته المرأة على طهارةٍ، يبقى الوضوء ولا ينتقض بمجرّد وضع المُقوّي، أمّا بالنسبة لصحّة الوضوء إذا توضّأت المرأة وهي واضعةٌ لمُقوّي الأظافر؛ فإن كان المُقوّي لا يكوّن طبقةً على الأظافر؛ فيصحّ الوضوء به ويكون في هذه الحالة مثل الحناء والأصباغ التي لا تتخلّل في الجسم وتدخل في المسامات، إنّما هي مجرّد تغيير للون الجسم، فلا تكون مادَّةً عازلةً، أمّا إذا كان المُقوّي يعمل طبقةً تمنع من وصول الماء إلى الأظافر؛ فلا يجوز للمرأة أن تتوضأ ما دام هذا المقوّي على أظافرها حتى تزيله إزالةً كاملة، ثمَّ تتوضأ وتصلِّي.[٥][٦]


حكم الصلاة بمقوّي الأظافر

إذا كان المقوّي يشكلّ طبقة عازلة تمنَع من وصول الماء وصولاً عميقًا إلى الأظافر فصلاة المرأة بهذه الحالة لها صورتان، إمّا أن تضعه بعد الوضوء؛ فحينها تكون صلاتها صحيحة، أو أن تضعه قبل الوضوء، فيكون الوضوء معه غير صحيحٍ وبالتالي لا تصحّ الصلاة، ويلزم المرأة حينئذٍ أن تزيل المقوّي لكي يصحّ وضوؤها وصلاتها، فإن توضّأت دون إزالته وصلّت؛ فصلاتها باطلة لعدم صحّة وضوئها، وعليها إعادة الوضوء بشكلٍ صحيح وإعادة الصلاة.[٥][٤]


حكم خروج المرأة بطلاء الأظافر

إنّ طلاء الأظافر بتعدّد ألوانه يعتبر من الزينة التي لا يجوز للمرأة أن تظهر بها أمام غير المحارم؛ فلا يجوز لها الخروج به، ولا إظهاره في حضرة الأجانب عنها من غير محارمها، قال الله تعالى في تحريم إبداء الزينة وبيان الأصناف الذين يجوز للمرأة إظهار زينتها أمامهم: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).[٧][٨]


المراجع

  1. محمد رشيد رضا، تفسير المنار، صفحة 320. بتصرّف.
  2. سورة الأعراف، آية:31
  3. "طلاء الأظافر جائز بشروط"، اسلام ويب، 26-6-2001، اطّلع عليه بتاريخ 26-9-2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 9. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "مقوي الأظافر هل ينقض الوضوء؟"، اسلام ويب، 15-7-2003، اطّلع عليه بتاريخ 26-9-2021. بتصرّف.
  6. الشييخ عبد العزيز بن باز، "حكم طلاء الأظافر للنساء"، موقع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، اطّلع عليه بتاريخ 18/10/2021. بتصرّف.
  7. سورة النور، آية:31
  8. نوح علي سليمان، "هل يجوز وضع طلاء الأظافر؟"، دار الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 26-92021. بتصرّف.