حكم الوشم المؤقت للنساء

يجوز للمرأة أن تتزيّن بالوشم المؤقّت (التاتو) لنفسها أو أمام محارمها، قياساً على التزيّن بالحنّاء والوشم، ويدخل جواز هذا النوع من الوشم للمرأة في عموم قول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (طِيبُ الرِّجالِ ما ظهَرَ رِيحُه وخَفِيَ لونُه، وطِيبُ النِّساءِ ما ظهَرَ لونُه وخَفِيَ رِيحُه)،[١][٢] ولكن يُشترط في جوازه للمرأة عدّة أمور وضوابط، وهي ما يأتي:

  • أن يكون هذا التاتو مصنوعاً من موادٍ طاهرة غير نجسة.
  • أن لا يتضمّن هذا الوشم المؤقّت رموزاً لملَّةٍ غير مسلمة، أو تشبُّهاً بأشخاصٍ معروفين بضلالهم وفسقهم.
  • أن لا يتضمّن الوشم صوراً لذوات الأرواح.
  • أن لا تتزيّن به المرأة أمام غير محارمها، لقول الله -تعالى-: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا).[٣]
  • أن لا تلصق بالجلد مدّة طويلةٍ جداً.[٤]


ويُقصد بالوشم المؤقّت هنا ما يوضع على الجلد من المواد والرسومات اللّاصقة، فتكون خارج البدن على الجلد لا داخله،[٥] أو هي أصباغٌ تُشبه الحنّاء، وتوضع على ظاهر الجلد، فتجوز هذه المادة قياساً على الحنّاء بشرط أن لا يترتّب عليها الضرر، ويجدر التنبيه إلى أهمية إزالة ما له جرم من هذا الوشم قبل الطهارة، حتى لا يمنع وصول الماء إلى الأعضاء مباشرة.[٦]


حكم الوشم المؤقت للرجال

ذهب الحنفية والمالكية والشافعية إلى عدم جواز التزيّن بالوشم المؤقّت للرجال، لأنّ فيه تشبُّهٌ بالنّساء، وقد ورد في ذلك وعيد شديد باللّعن، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ)،[٧] ويدلّ على النهي أيضاً ما ثبت عن أنس -رضي الله عنه- قال: (نَهَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ)،[٨] وهذا النّهي بسبب لونه لا ريحه، ويُقاس على ذلك الحناء والوشم المؤقّت.[٩]


حكم الوشم الدائم وشبه الدائم

يحرم استعمال الوشم الدائم وشبه الدائم بالاتّفاق إذا كان لغير حاجة، بل هو كبيرةٌ من كبائر الذنوب، لثبوت لعن فاعله والتحذير منه في العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَعَنَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الوَاشِمَةَ والمُسْتَوْشِمَةَ)،[١٠] والوشم المعني هنا هو الذي يتمّ فيه غرز الجلد بالإبر وحشوه بالأصباغ والملوّنات التي تكون تحت الجلد، فتظلّ موجودة أو تبقى لفتراتٍ طويلة.[١١]


أمّا إذا كان استعمال الوشم لضرورةٍ طبيَّةٍ؛ كإزالة عيوبٍ موجودة بسبب تشويهٍ وحرقٍ أو مرضٍ أو حادثٍ؛ فقد أجاز أهل العلم استخدامه في هذه الحالة بقدر الحاجة فقط إن لم يتوفّر بديلٌ غيره، لِما جاء عن الحارث الأعور أنّه قال: (لَعَنَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم آكِلَ الربا، ومُوكِلَه، وشاهدَه وكاتبَه، والوَاشِمَةَ والمُوتَشِمَةَ، قال: إلا مِن داءٍ؟ فقال: نعم)،[١٢] فيجوز استعمال الوشم سواء كان مؤقتاً أو دائماً إذا كان لإزالة العيب بشرط عدم ترتّب الضرر على استخدامه.[١٣]



مواضيع أخرى:

ما حكم وضع الحناء؟

ما حكم صبغ الشعر؟

المراجع

  1. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2787، حسن.
  2. الشيخ خالد الرفاعي، "الوشم المؤقت"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/12/2022. بتصرّف.
  3. سورة النور، آية:31
  4. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1125، جزء 20. بتصرّف.
  5. محمد صالح المنجد، الإسلام سؤال وجواب، صفحة 7619، جزء 5. بتصرّف.
  6. "حكم تزين المرأة بـ (التاتو)"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 26/12/2022. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5885، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5846، صحيح.
  9. لجنة الإفتاء، "حكم وضع "التاتو" للرجال"، دائرة الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 26/12/2022. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن وهب بن عبدالله السوائي أبي جحيفة، الصفحة أو الرقم:5347، صحيح.
  11. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 729، جزء 11. بتصرّف.
  12. رواه النسائي، في سنن النسائي، عن الحارث الأعور، الصفحة أو الرقم:5119، صححه الألباني.
  13. محمد صالح المنجد، الإسلام سؤال وجواب، صفحة 7619، جزء 5. بتصرّف.